في كتاب "ترياق للثعابين" الصادرة ترجمته حديثاً، يضيء الكاتب الإيطالي فصولاً من تاريخ ليبيا منذ وصلها سنة 1924، حيث اشتغل طبيباَ ضمن وزارة المستعمرات، ثمّ أصبح "حاكماً عاماً" لليبيا، وبقي في هذا الموقع حتى دخول القوات البريطانية طرابلس في 1943.
في كتابه الصادر حديثاً، يتطرّق المؤرّخ الليبي سالم الكبتي إلى مرحلة غير معروفة من حياة المفكّر المصري عبد الرحمن بدوي، منذ وصوله إلى ليبيا قادماً من "جامعة السوربون"، حتى مغادرته البلاد بعد خروجه من السجن الذي زجّه فيه نظام القذافي.
كان عرض "فيلم مش ليبي"، للمخرج خالد الشيخي بمثابة تحدٍّ للوضع الأمني الذي تعيشه بنغازي، حيث توجد بعض المسارح ودور العرض في مناطق الاشتباكات المسلّحة. كما أحال المكان إلى دلالة مفادها أن السينما يُمكن أن تكوناً نوعاً من الدواء الإنساني.
عن 69 عاماً، رحل أول أمس الموسيقي الليبي فرحات فضل، في مدينته البيضاء. إلى جانب عمله مع عدد من الشعراء والفنانين، عُرف أيضاً بتعاونه مع زوجته الفنانة تونس مفتاح، التي غنّت مجموعةً من ألحانه، مثل "مراسيلك" و"ما تغيّب عني".
رغم ما تمرّ به مدينة بنغازي الليبية من ظروف اجتماعية وسياسية صعبة، ورغم ما يدور فيها من اشتباكات مسلّحة، إلّا أنّ قرابة 30 فنّاناً، أغلبهم من الشباب، يجتمعون في معرض تقيمه "جماعة عشاق الفن" في "قاعة بنغازي للمناسبات".
رغم أن بلادهم تعيش على وقع الاقتتال، بادر شباب ليبيون بإصدار مجلة رسوم مصوّرة تحمل اسم "حبكة". قصص وحكايات تحاول أن تشاكس الواقع وتتحدث في قضاياه المحلية بأدوات وأساليب اختزنها جيل احتكّ بمدراس "الكوميكس" و"المانغا" اليابانية.
يكشف المؤرخ أحمد النائب الأنصاري، وإن لم يفعل ذلك صراحة، واقع الليبيين البائس تحت حكم العثمانيين، بمجرّد رصده للأحداث مقدّماً زاوية لفهم أسباب سقوط خلافتهم. ويتطرّق في كتابه "المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب" إلى أبرز الحوادث التي عاشتها المدينة.
بينما يعتبر كثيرون أن نشاطات "مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب" ترفاً فكرياً في خضم الموت الذي يجرف كل شيء. يرى مثقفون ليبيون أنه هذه النقاشات هي طريقتهم في المقاومة والنجاة بأرواحهم من العنف والعبث.
يوحي عنوان عرض الفنان المسرحي الليبي فرج عبد الكريم، بالاستعجال والوضع الطارئ وأزمة المكان والزمان التي تعيشها البلاد، كأن العنوان يتحدث بلسان حال فناني ليبيا: سنظل ننتج فناً بأقل القليل حتى وإن كان "ع الواقف" كما هو عنوان المسرحية.
رغم الظروف الأمنية الخطرة والقصف العشوائي، وفي مكان لا يفصله عن محور القتال في "حي الصابري" في بنغازي سوى مقبرة، تتواصل الأمسيات الثقافية التي ينظمها "مركز بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب" حتى الخامس عشر من الشهر الحالي.
رحل في بنغازي أمس، الفنان والكاتب الليبي فتحي العريبي، تاركاً وراءه ذاكرة كاملة من الصور ومجموعةً مؤلفات في فن التصوير الفوتوغرافي، منها "المتفرج الوحيد" و"تاريخ التصوير الصحفي في ساحات القتال"؛ وحيُّه الذي ولد فيه وقد صار إحدى هذه الساحات.
أربع سنوات على رحيل الكاتب الليبي خليفة محمد التليسي. ثمانون سنة تميزت بغزارة الإنتاجات وتنوعها بين الشعر والقصة والدراسات التاريخية والقواميس اللغوية والنقد والترجمة. ويبقى "معجم معارك الجهاد في ليبيا" المرجع الأبرز في التأريخ للاستعمار الإيطالي لليبيا.
عقدان من الانهماك في الترجمة والكتابة، جعلا من خالد مطاوع أحد الأسماء الحاضرة بقوّة عند الحديث عن المثقف العربي والآخر. الشاعر والمترجم الليبي في حديث مع "العربي الجديد" عن الكتابة والثقافة وزمالة "مؤسسة ماك آرثر" الأميركية للترجمة التي حازها أخيراً.
في ظلّ الظروف التي يعيشها الليبيون، تعرّض بيت الشاعرة والصحافية تهاني دربي إلى النهب من قبل مسلّحين. ليست هذه الحادثة الأولى التي تُسجّلها الأحداث الليبية. فمن قبل دربي، قُصف بيت الشاعر عاشور الطويبي، ونُهب بيت القاص سعيد بوحجر...
في مسرحيته "فرقة حال بوزيد" التي يقدّمها مع الممثل فرج عبد الكريم، يقارب المخرج الليبي داود الحوتي لحظة بلاده وعبثيتها بسخرية، متمسكاً بالمسرح كخيار أخير. عمل متقشف يبرره صاحبه: "المشهد العربي الحالي لا يحتاج إلى مزيد من الاحتشاد".
ليست "مدن الخوف"، التي يعنون عاطف الأطرش فيلمه الوثائقي بها، إلا مدن بلده التي تحترق. الشريط الذي عرض الشهر الماضي في "أيام بنغازي الثقافية"، يتتبع آثار الحرب الدائرة في ليبيا وجنونها؛ دكتاتورية القذافي لم تنته بسقوطه.
قصائد المجموعة الجديدة، التي صدرت منذ أيام في طرابلس الغرب، أكملها الشاعر بعد نهب بيته وحرقه في قرية الطويبية قبل شهر. من تفاصيل حديقته المنزلية إلى استضافة شيموس هيني وصولاً إلى بلد يحترق؛ لا سلاح آخر سوى الشعر.
قام مسلحون، ليلة أمس، باقتحام أحد مقاهي المثقفين في طرابلس، وألقوا القبض على الشاعر والروائي فرج أبو العشّة. صاحب "زمن الأخ القائد" المعروف بمواقفه المناوئة لنظام القذافي بات مجهول المصير، وليس هناك سوى نداءات يرسلها له مثقفو بلاده على "فيسبوك".
تنطلق في القاهرة، الإثنين (22 أيلول/ سبتمبر)، فعاليات "أسبوع الكوميكس في مصر" الذي يشمل معارض لفن "الكوميكس" (القصص المصوّرة) وورشاً وندوات تضم فنانين وناشرين. حدثٌ يعيد إلى الواجهة القصص المصوّرة الغائبة هذه الأيام عن أجندات النشر العربي.
تعرّض صباح أول من أمس مقر "مجلس الثقافة العام الليبي" في بنغازي لهجوم من قبل مسلحين اعتدوا على حرّاس المقر المدنيين، ونهبوا عدداً من الأجهزة والمعدات المكتبية، ثم أضرموا النار في عدة مكاتب ولاذوا بالفرار.
لم تقتصر محاولة طمس منحوتة "الغزالة والحورية"، في العاصمة الليبية، على حادثة تغطيتها بكيس بلاستيكي أزرق قبل عامَين؛ إذ أصابتها أخيراً قذيفة شوّهتها، ما أغضب سكان طرابلس وعدداً من الكتّاب والفنانين، سيما من استحضروها في أعمالهم الإبداعية.
تأثرت الأوساط الثقافية الليبية والعربية بخبر تعرّض منزل عاشور الطويبي للقصف والاحتلال على يد مسلحين. يصف الشاعر لـ"العربي الجديد" عودته الأولى إلى البيت: "كان الباب مشرعاً لكن تغمره الكآبة. كان غريباً عنّي، في صدره الكثير من الطعنات".
في روايته الجديدة "وشم على جدار العين" يتخذ الكاتب الليبي محمد عقيلة العمامي من بنغازي مسرحاً لشخصياته المنغمسة في عوالم القمار وتقلّباته. يغوص الكاتب في أجواء المدينة وتاريخها المعاصر، مبرزاً تحوّلات عالمٍ كان يعيش في "زنقة" واحدة.
في باكورته الروائية، "العزف بمجدافين"، يضع محمد مستجاب نفسه في تحدّ مع منجز والده، وسميّه الكاتب المصري المعروف، عبر تناوله بيئة الصعيد التي سبق للأب أن تناولها كثيراً في أعماله. هو صراع أجيال، لكنه داخل عائلة واحدة.
عشرون سنة مرّت على رحيل الصادق النيهوم (1937 - 1994) وما يزال اسمه راهناً. رقم صعب ومهم ليس في إطاره الليبي وإنما في الثقافة العربية. "الدلّال" كتاب جديد يضم مقالات كتبها صاحب "محنة ثقافة مزيفة" بين عامي 1966-1974.
في ظل أوضاع كارثية تدخل فيها ليبيا فصلاً جديدة من مأساتها، أين هو المثقف الليبي؟ "لم يكن أبداً حاضراً، فلماذا نسأل عن غيابه؟" تقول لنا الشاعرة حواء القمودي. هنا وقفة معها ومع بعض زملائها وقراءتهم لمحنة ليبيا.
تجدد الجدل حول احتفالية "بنغازي عاصمة للثقافة عام 2013" ووصل الأمر ببعض الفنانين المتعاقدين مع وزارة الثقافة إلى التهديد بمقاضاتها للحصول على استحقاقاتهم المالية. التخبّط والارتجال وسيطرة الوجوه القديمة؛ بعض سمات العمل الثقافي في بلد يحاول النهوض من الخراب.
ظلّ مكوّن التبو مجهولاً حتى لبقية الليبيين شركائهم في الوطن، نظراً إلى التعتيم على هويتهم والصراع القبلي وتجاذبات الحدود بين ليبيا وجاراتها. الجديد الذي تحمله "مجلة التبو" هو الإعلان عن قرب صدور المعجم العربي التباوي والمعجم التباوي العربي.
تسبر رواية "الحريم" للمصري حمدي الجزّار أغوار بطلها سيّد الذي تتشابك حياته مع العديد من النساء، بدءاً من أمه وحتى آخر حبيباته. ومن خلال ربط الشخصي السري بالعام المعلن، ترتسم فسيفساء لنصف قرن من حياة القاهرة، وتحولاتها أهلها.
يترنّح المسرح الليبي بين نجاحات فردية وإخفاق عام، لأسباب تتعلّق بتوفّر البنية التحتية من مسارح وصالات ومكمّلات تقنية وبالتمويل أيضاً. لكنه يواصل انطلاقته عربياً رغم ذلك، من خلال نجاحات بعض الممثلين أو المخرجين أو الكتّاب. هنا وقفة مع آخرها.
هل صحيح أننا نشجع الفرق الرياضية للدول التي استعمرتنا: مصر تشجع المنتخب الإنجليزي، تونس والجزائر تشجعان منتخب الديوك الفرنسي، المغرب تشجع المنتخبين الإسباني والفرنسي، ليبيا تشجع المنتخب الإيطالي؟ علاقة الشعوب بثقافة مستعمريها السابقين ميدان خصبٌ للتساؤلات.
حوّل أحمد الخشين، الكاتب والحلاق، محله في طنجة إلى ما يشبه المكتبة، حيث تعرض الكتب على الواجهة او تتراصّ تحت مقاعد الزبائن. المحل مليء بعبارات تحرّض على القراءة. والزبائن تقريباً يقصون شعرهم، وهو لاحقاً "يقص" حكاياتهم في كتب ينفق عليها.
التاريخ يتنفس ويقدّم مساءلاته في لوحات الفنان الليبي معتوق أبو راوي، وتتحول أخبار الرواة القدماء إلى مشاهد بصرية في خضم المشهد العام. مشاريعه الأخيرة تناولت مفقودي الربيع العربي، و"قوارب الموت" المهاجرة إلى الشمال، ونقوش جبال أكاكوس في جنوب ليبيا.
يبدو عنوان الفيلم المصري الليبي "واحدة 25" مبهماً قليلاً، لكن رسائله سرعان ما تتوضح، حين يقدم لنا حفلة ميلاد فتاة يتشاجر أصدقاؤها حول طريقة حبهم لها، في إشارة إلى ما حدث في الثورات العربية من انقساماتُ وفساد أخّرا تحقيق أهدافها.
رغم التوتر الملحوظ في العلاقات الليبية المصرية، لا سيما مشاكل الحدود المتعلقة بتهريب السلاح واستضافة السلطات المصرية لعدد من رموز نظام القذافي؛ إلا أن بوادر تلطيف الأجواء وتجنّب وصول الأمور إلى طريق اللاعودة، تلوح أحياناً على هيئة معرض كتاب.
اغتال مسلحون مجهولون الصحافي الليبي مفتاح بوزيد في مدينة بنغازي صباح اليوم. وكان بوزيد قد تلقى تهديدات عديدة بوجوب مغادرته البلاد، كما صادرت جماعات مسلحة متطرّفة جريدته "برنيق"، إحدى أبرز الصحف التي تصدر من بنغازي.
صدرت في مدريد الترجمة الإسبانية لرواية الكاتب الليبي محمد العريشية "الأيام الأخيرة في علّاج". يستثمر العريشية ما تحمله ذاكرته من أساطير وحكايات ليبية، ليصوّر حياة الصيادين المغامِرة في ميناء مدينته سرت وصراع المهمّشين مع السلطة.
