فيلم مصري ليبي: الفساد بطولة مطلقة

يتناول الفيلم المصري الليبي "واحدة 25" الخلافات التي تتولّد من تضارب وجهات النظر، خاصة في الشأن السياسي، وما تخلفه هذه التضاربات والتجاذبات من نتائج كارثية، تمس المتعاطين معها، أو المقاطعين لها.

نرى ذلك في الفيلم الذي كتبه أنيس بوجواري وأخرجه رامي نصيف من خلال مجموعة من الأصدقاء، يلتقون عند صديقتهم للاحتفال بعيد ميلادها، فيتحول هذا الحفل البهيج إلى دموع تكتوي بها الفتاة المحتفى بها.

فتشعر تلك الفتاة (التي جاء الجميع لمشاركتها فرحها) بخيبة أمل، ممزوجة بالضياع والحزن، بسبب اختلافهم في طريقة حبهم لها، مما يولد شجاراً بينهم يفرغ الفرحة من محتواها. تماماً مثل ما حدث في الثورات العربية التي أدخلتها الانقسامات والفساد في نفق أخّر تحقيق أهدافها.

تقول إحدى شخصيات الفيلم: "الفساد هو الحاجة الوحيدة اللي طلع عندها مبدأ قبل الثورة وبعدها". وهنا سنرى أن المرأة "مثل كرسي الرئاسة، الكل يتحرش به، الكل يطلبه بكل الوسائل المشروعة والمحرمة".

الفيلم الذي عرض في صالة "مسرح الهناجر"، في "دار الأوبرا" بالقاهرة، في الأول من الشهر الجاري، برعاية "جمعية السينمائيين المستقلين بمصر"، استطاع بلغة ساخرة وماكرة أن يسلّط الضوء على العديد من السلبيات التي نعيشها، وأن ينتقدها بجرأة، كما ناقش قضايا كثيرة في زمن قصير، ولعله قد أوجز رسالته في مشهد غنائي، تقول كلماته: "الدولة فيها فساد.. ولا الفساد دولَة؟".

ولاقى العمل حضوراً كثيفاً دفع القائمين عليه إلى عرضه مرتين متتاليتين. وأقيمت بعد العرض الثاني ندوة أدارها الناقد السينمائي ياقوت الديب وحضرها صناع الفيلم وعدد من الصحافيين والنقاد والمهتمين بالسينما، الذين تناولوا الجانب الفني للفيلم والقضايا السياسية المعقاربة فيه بأسلوب اجتماعي وعلاقة الفيلم بالثورات العربية، بآمالها وخيباتها.

كاتب السيناريو الشاب أنيس بوجواري، المنحدر من أب ليبي وأم مصرية، أبدى سعادته بنجاح العرض، وتعدد وجهات النظر حول موضوعه، واعتبر أن الفيلم وصل إلى مشاهديه أحدث الدهشة الفنية المطلوبة، كما اعتبر أن عرضه بمثابة "مباراة ودية" استعداداً لمشاركته في 6 حزيران/ يونيو بالدورة الأولى لـ "مهرجان رأس البر السينمائي"، في دمياط.

عنوان الفيلم "واحدة 25" يبدو مبهماً قليلاً، وذا دلالات مفتوحة؛ هل القصد أن المرأة عمرها 25؟ أم أن الرقم يرمز لثورة مصر في 25 يناير؟ سألنا الكاتب واكتفى بالابتسامة جواباً.