رغم الظروف الأمنية الخطرة والقصف العشوائي، وفي مكان لا يفصله عن محور القتال في "حي الصابري" في بنغازي سوى مقبرة، تتواصل الأمسيات الثقافية التي ينظمها "مركز بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب" حتى 15 من الشهر الحالي.
وفي "المركز الثقافي السلماني"، تقام مساء اليوم محاضرة بعنوان "في منطق العجز: بعض آليات السلطة العلمية - جماعات الخطاب/ بياجيه نموذجاً" يحاضر فيها أحمد الحسين التهامي.
وكانت الأمسيات انطلقت أمس الأول في "المركز الثقافي السلماني" بمحاضرة للسيميائي محمد عبد الحميد المالكي والتي جاءت تحت عنوان "الترجمة التي بها نحيا، التأويل وتعدد اللغات داخل اللسان الواحد".
تناول المالكي آراء دريدا وهيدغر في الترجمة، فإن كان الأول اقترح مفهوم التحويل (Transformation)، بدلاً من مفهوم الترجمة، بالنظر إلى أن الترجمة ليست فقط من لغة أجنبية إلى اللغة الأم، بل أيضاً تفسير داخل اللغة نفسها، فقد أكّد هيدغر أن العنصر الجوهري في عملية الترجمة ليس التلاقي ما بين لغتين وجعلهما تدخلان في حوار بينهما، لأن الكلام نفسه، إذا نطق به، وكتب داخل اللغة الأم، يكون في حاجة إلى تأويل. وبالتالي، فإن هناك بالضرورة ترجمة، وذلك داخل اللغة الأم ذاتها.
جانب من الندوة |
تطرق المالكي أيضاً إلى الترجمة على مستوى التبادل الدلالي (Inter-Semiotic) أو التحويل الذي يؤوّل مثلاً العلامات اللسانية بواسطة علامات غير لسانية.
تتواصل المحاضرات بجلسة حول "النخب في المراحل الانتقالية الاستراتيجيات والآليات" لمبارك الأطرش تعقد مساء الغد، بينما تقام جلسة نقاشية حول "اللغة واللسانيات الحديثة، قطيعة فرديناند دو سوسير المعرفية" مساء 12 تمّوز/ يوليو. إبراهيم المقصبجي يحاضر في 14 من الشهر حول "إنتاج الرأسمال الرمزي/ كتاب الرمز والسلطة لبيار بورديو نموذجاً"، تختتم الأمسيات بورشة عمل حول "أهمية الرياضيات في العلوم الإنسانية".
محمد المالكي وأحمد التهامي |