مصر وليبيا: كتاب في العاصفة

31 مايو 2014
"معرض الكتاب المصري" في بنغازي
+ الخط -

رغم التوتر الواضح والملحوظ في العلاقات الليبية-المصرية بسبب الانفلات الأمني الذي تعيشه ليبيا، ومشاكل الحدود لا سيما المتعلقة بتهريب السلاح واستضافة السلطات المصرية لعدد من رموز نظام القذافي، وعرقلة عملية تسليمهم لليبيا رغم صدور مذكرات قبض دولية في أكثرهم، إلا أن بوادر تلطيف الأجواء وتجنّب وصول الأمور إلى طريق اللاعودة تلوح في الأفق بين الحين والآخر، وهذه المرة قام عنصر ثقافي بهذا الجهد السياسي؛ وهو الكتاب.

من هذا كله انطلقت، في أروقة "قصر المنار" ببنغازي، فعاليات "معرض الكتاب المصري" الذي نظّمته "الجمعية المصرية للأعمال الخيرية والتطوعية"، بمشاركة من "مكتب وزارة الثقافة والمجتمع المدني" في بنغازي. المعرض لم يقتصر على بيع الكتب بأسعار رمزية تصل إلى دينار واحد، بل صاحبته فعاليات فنية وثقافية، وزاره العديد من أدباء وفناني المدينة، ويدرس المنظمون الآن فكرة نقله إلى مدن ليبية أخرى تعميماً لرسالة المحبة والأخوّة والجوار التي تربط بين الشعبين الشقيقين.

في حفل الافتتاح عبر رئيس "مكتب الثقافة" في بنغازي، القاص محمد المسلاتي، عن فرحه بتنظيم المعرض في هذا الوقت الذي يشهد فيه البلدان مخاضات عسيرة للتحول من الثورة إلى الدولة، معتبراً هذا النشاط قطرة أمل وسط صحراء الدم والنار التي نعيشها حالياً.

أما رئيس "الجمعية المصرية للأعمال الخيرية والتطوعية" ومدير المعرض رامي يوسف، فقد رأى أن المعرض يهدف إلى تأكيد عمق التواصل والترابط الثقافي والتاريخي بين ليبيا ومصر.

في السياق ذاته اعتبرت مناجي بن حليم مديرة "قصر المنار" أن تنظيم المعرض، في القصر الذي يعتبر ملتقى للأدباء والفنانين ونشطاء المجتمع المدني، يعطي دلالة عميقة  على أن هذا المعرض له رسالة سياسية إيجابية.

يذكر أن "قصر المنار" معلم تاريخي ليبي له مكانته في الوجدان العام، فمن شرفته المطلة على كتب المعرض أعلن الملك إدريس السنوسي استقلال ليبيا عام 1951. وقد قدّمه الملك ليكون مقراً لـ"الجامعة الليبية" التي تأسست في خمسينات القرن الماضي.

دلالات
المساهمون