ليبيا: خطف صاحب "زمن الأخ القائد"

25 سبتمبر 2014
+ الخط -

بعد نهب وحرق بيت الشاعر عاشور الطويبي، وإعلان الناقد أحمد الفيتوري عن توقّف صحيفته "ميادين" عن الصدور لأسبابٍ أمنيةٍ؛ يأتي الدور على الشاعر والروائي فرج أبو العشّة، حيث اقتاده مسلحون، ليلة أمس، من مقهى وسط طرابلس، ولا يزال مصيره مجهولاً.

اختطاف الشاعر العشة أثار ردود فعلٍ غاضبةٍ لدى أغلبية المثقفين الليبيين، فراحوا يعبّرون عن ذلك على صفحاتهم الشخصية على "فيسبوك".

كتب الكاتب والمترجم فرج الترهوني معلّقاً على الحدث: "اختطاف أبو العشة فضيحة أخلاقية وكارثة وطنية في وجه من يسيطرون على طرابلس اليوم، ويدّعون أنهم اجتاحوها لبسط الأمن فيها. هل تعرفون ماذا يمثل فرج العشة في ضمير الليبيين؟ هذا الرجل، مع المرحوم المناضل فتحي الجهمي، له فضل السبق عندما خرج على نظام الاستبداد، وتحدّث عن مساوئه من غير وجلٍ، في وقتٍ كان فيه الكثيرون منا عاجزين عن النطق".

أما الروائي أحمد إبراهيم الفقيه فتحدّث عن نشاط الشاعر السياسي: "أبو العشة وجه من وجوه ثورة 17 فبراير، خاض مسارها وأعار صوته في الإعلام للدفاع عنها وفضح ممارسات نظام الطغيان السابق، وقام بتوظيف مهاراته الإعلامية في الخروج اليومي على المحطات الفضائي"، ثم يتساءل الفقيه: "من يمكن أن يكون له مصلحة في اختطاف مثل هذا المناضل؟ بالتأكيد جهة معادية لتوجهات هذه الثورة، وتخدم أجندة لا علاقة لها بخير ليبيا وصالحها".

من جهته كتب الشاعر سالم العوكلي ما يشبه رسالةً تقع في باب أدب الإخوانيات: "الصديق العزيز فرج العشة، هل هذا هو الوطن الذي حلمت به في قصائدك ومنفاك؟ كم كنتُ فرحاً بعودتك إلى وطنك وأصدقائك بعد طول غياب في المنفى، ورعب الطاغية يلاحقك. كم كنت تشفي غليل الليبيين على الفضائيات وأنت تكشف وتشتم هذا النظام في عز قوته. لا أحد له غاية من اختطافك سوى مِن رغبة في الانتقام للطاغية. سوى من كان يزعجه صوتك النشاز أيام كان معظم الليبيين يمدحون لأنغام النظام".

أما التشكيلي علي العباني، المنتمي لجيل السبيعنيات، والمعروف بنشاطه السياسي؛ فقد رسم بورتريهاً للعشة، في تعبير عن تضامنه معه.

الجدير بالذكر أن الشاعر كان قد أقام في ألمانيا منذ سنوات، وأصدر بعد عودته إلى الوطن مجلة "ثقافة"، وكذلك نشر "زمن الأخ القائد"، أولى رواياته، عن "دار الآداب". ومن المواقف التي يعرفها الليبيون أن النساء غنّين له في المظاهرات: "سلم فم فرج بوالعشة.. اللي فرّج عالخاطر طشة" (أي: قليلاً).

دلالات
المساهمون