تشبه حالة الثورة في حياة الأمم تلك المرجانة أو (الكنز) الذي يظهر فجأةً في عرض البحر، فيراه الثوار وكل من شارك، لكنهم ما إن يهبّوا للإمساك به حتى يختفي ويغيب.
يقول ريموند هنيبوش بكتابه "تشكيل الدولة الشمولية في سورية البعث" (ص474) بأن حكم حافظ أسد "حكم ملكي رئاسي قامت سلطته على فريق طائفي من رفاق السلاح المقربين".
حينما سُئل سلطان الأطرش عن الشخص الذي سيُعهد إليه بعباءته ردّ قائلاً: "كل واحد بفصّل عبايتو على قياسو"، في إشارة واضحة لا تقبل اللبس لرفضه مبدأ التوريث، الذي قد يجلب للشخص المنصب وعباءته، لكنه قد لا يستطيع أن يجعله بصفات من سبقوه.
فيما يتهم النظام وأعوانه ثورة السويداء بالعمالة للخارج ويهدّدها بمصير مشابه لباقي المدن، ينتقدها بعض المعارضين باعتبارها ثورة جياع لا ثورة كرامة، متجاهلين أن أغلب الثورات في التاريخ كانت ثورات جياع، أو كان الجوع أحد أسبابها ومحرّكاتها.
مع استلام كلّ من صلاح جديد وحافظ الأسد إدارة شؤون الضباط ووزارة الدفاع على التوالي، بدأت عمليات تصفية وتسريح مئات الضباط من بقية المكوّنات الحزبية والطائفية السورية الأخرى، لتبدأ مرحلة الهيمنة العلوية على مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية بطبيعة الحال.