بول بريمر

شارك ديفيد بترايوس في عملية احتلال العراق وغزوه، وكان وقتها قائدا للفرقة 101 المحمولة جوا، والتي كانت مهمتها احتلال مدينة الموصل ومحافظة نينوى، قبل أن يعود إلى واشنطن، ثم يعود إلى العراق قائدا للقوات الأميركية هناك.

في كتلةٍ سكانيةٍ شديدة التنوع، مثل سورية، ذات خبرة سياسية شبه معدومة، نتيجة عهود الاستبداد الطويلة، وتجاهل قطاعات عرقية وسياسة كبيرة، فإن صياغة الدستور يجب أن تتم بطريقةٍ محليةٍ، وتشارك بها المجموعات السكانية العرقية والسياسية التي همشتها عهود القمع.

فقدت الدولة، بانهيار الجيش، سلطة احتكار استخدام العنف، وسادت الفوضى، وغدا التحدّي أكبر بكثير مماكان عليه، إذ بات الأمر يتطلب القضاء على سلطة المليشيات وفوضى السلاح، وإعادة بناء جيش وطني، حتى يُتاح لنا إمكانية العمل على صوغ علاقته بالسلطة والسياسة.

هل سيفقد التاج البريطاني نفوذه على أسكتلندا وإيرلندا الشمالية وربما العاصمة (لندن) وشبه جزيرة (جبل طارق)؟ تكاد المؤشرات تؤكد كل تلك المخاوف، وتلك هي الصدمة الكبرى التي سيقابلها، فيما يبدو، عراق واحد.

ما يجري اليوم ليست سوى عملية من اللصوص لإعادة تسويق أنفسهم، وإعادة إنتاج فسادهم. ما يجري اليوم في العراق محاولة لإطالة عمر عمليتهم السياسية النافقة، ليتسنى لهم البقاء مدةً أطول، علهم يحصلون على مزيدٍ من المكاسب.

مما يضاعف فجيعة الفقد على زها حديد، وبقية الشموس العربية التي تشرق من "الغرب"، أنه يأتي تزامناً مع هجوم "الغربان" الجديدة التي باتت تحتل سماء أوروبا بأحزمتها الناسفة، لتنسف معها سائر تلك الوجوه العربية المشرقة التي صدّرناها إلى الغرب.