كيف يؤدي رفع سعر الفائدة إلى كبح التضخم؟

16 يونيو 2022
الهدف من رفع أسعار الفائدة هو تخفيف السيولة النقدية داخل السوق لإبطاء الاستهلاك (Getty)
+ الخط -

كرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) مصطلح التضخم أكثر من 15 مرة في تقريره، أمس الأربعاء، الخاص برفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس إلى نطاق 1.50 ـ 1.75%.

وأصبح التضخم الشغل الشاغل للبنوك المركزية التي أعلنت منذ الربع الأول من العام الجاري حالة الطوارئ، بهدف تحقيق مستهدفات أسعار المستهلك في الأسواق.

ولكن بعد قرارين من الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة، في مارس/ آذار، ومايو/ أيار الماضيين، لم تنجح جهوده في كبح جماح التضخم الذي سجل في مايو 8.6%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1981.

أمس الأربعاء، قرر الفيدرالي زيادة جرعة رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، علها تكون بداية لوقف صعود التضخم، والبدء برحلة هبوط خلال الربع الثالث من 2022.

ولكن كيف يتسبب رفع سعر الفائدة في كبح التضخم؟ قد تكون هذه الأداة النقدية الأبرز لدى كافة البنوك المركزية لكبح جماح التضخم، لكنها غالباً ما تصيب، ونادراً ما تخيب.

نظرياً، تقول القاعدة كالتالي: قرار رفع أسعار الفائدة يزيد عبء القروض الجديدة والقائمة، ما يعني أنّ عملاء البنوك سيفكرون أكثر من مرة قبل الإقدام على الاقتراض.

مردّ ذلك إلى أنّ البنوك ستزيد سعر الفائدة على الراغبين بالاقتراض، ما يعني أنهم (عملاء البنوك) قد يتخذون قراراً بتأجيل الاقتراض لحين هبوط أسعار الفائدة.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

قرار التأجيل هذا سيتسبب بعدة أمور؛ أولها أنه قد يكون سبباً في التراجع عن شراء سلعة أو خدمة ما، أو توسيع مشروع قائم أو فتح آخر جديد، وسيبطئ التوظيف، بالمحصلة ستكون السيولة النقدية أقل، والاستهلاك أقل.

الهدف من قرار رفع أسعار الفائدة، هو تخفيف السيولة النقدية داخل السوق لإبطاء الاستهلاك، وهي أولى الطرق لخفض التضخم في أي اقتصاد.

رفع الفائدة كذلك سيدفع باتجاه انتقال السيولة إلى البنوك على شكل ودائع، يحصل أصحابها مقابلها على فوائد مرتفعة من البنوك كأداة استثمار، وهنا ينجح البنك المركزي في سحب السيولة من الأسواق.

وهذا بالضبط ما يقوم به الفيدرالي الأميركي وبنك إنكلترا وقريباً البنك المركزي الأوروبي، كأبرز أدوات كبح جماح التضخم الذي أصاب الاقتصاد العالمي. 

(الأناضول)

المساهمون