نصوص

ليس النقد فقط مجموعة من الأوامر، بل هو تفكيرٌ دائم في تسطير البدايات. كلّ شيء يجب أن يبدأ من جديد. وذلك يحدث إلّا حين يترك التسلسل الزمني مكانه للأفكار.

أخذني الطفل الصغير إلى فلسطين. لوح سعيداً للعصافير والفلاحين والزيتون وأشار إلى جدار مكتوب عليه: هذه أرضي/ أوقفني عند ضوئها الحزين وحرر لي برتقالة من جدار قديم.

بحَث عن صديقه خوسيه مِندوسا ليتصرّف كطبيب ويُعالج الأطفال والقادمين على متن السفينة، ويستأصل اسم كنيتهم القديم في عملية أشبه بخلع ضرس.

حلمتُ الليلة أنّي في الخليل مجدَّداً، كلّ البيوت القديمة المهجورة، التي كنتُ أقف عندها وأنظر داخلها وأدور حولها، تحوّلت في الحلم إلى مقاهٍ جميلة.

من يصدّق كم بيتاً دُعيت إليه في ساعات الليل الغريبة، على شرفة صغيرة، أو في باحة منزلية مدفونة بعيداً عن الطريق الذي يدور حول بحر العمران المتشبّث بألغازه.

الصوت يتوق للصراخ/ من أجل أن تتوقّف الجرائم في فلسطين/ ولا ينبغي لي أن أبكي، لأنّه كما قيل في كتاب الأكاذيب الرجعية: "الرجال لا يبكون".

في دكّانه الصغير القديم المتآكل، يقول للجيران وللزبائن والعابرين إنّه هو من قاد الثورة في زمنٍ ماضٍ، يؤكّد على ذلك ويضيف أشياء أُخرى من هذا القبيل.

يُقتل المزيد والمزيد من الفلسطينيّين ولا يحدث شيء. لا يوجد إجماع، كما يقولون في بعض الأماكن، كما لو كان الأمر مشروعاً للمناقشة.