استمع إلى الملخص
- في القصيدة الثانية، يتأمل الشاعر في التغيرات الجذرية التي طرأت على الأماكن الشخصية والتاريخية، معبرًا عن الحنين والأسى تجاه الزمن الذي يغير كل شيء دون إمكانية العودة إلى ما كان عليه.
- ميغيل بارنيت لانزا، شاعر وروائي كوبي بارز، أسس "الاتحاد الوطني للكتّاب والفنّانين" وقاده لسنوات، مكرمًا بـ"الجائزة الوطنية للأدب" عام 1994، وله مساهمات أدبية متنوعة تعكس ثقافته ورؤيته العالمية.
عبد الله
أدين بهذه القصيدة لطفل فلسطيني
رأيته في صورة حوّلت قلبي إلى جليد.
كان الطفل صورة
مئات الأطفال المقتولين،
والذين يظهرون يوميّاً في أخبار العالم.
أتساءل:
أين إله المعجزات؟
لماذا لا يحوّل الرماد إلى قربان؟
لماذا لا يوقف هذه الجريمة البشعة؟
لماذا لا يسكن معنا
في هذه الأرض الملتهبة من الظلم
والافتراس؟
الآن، لديَّ رغبةٌ جامحة في أن أكون كمثل إله المعجزات
كي أوقف هذا الرعب،
وهذه المجازر.
لقد قلت إنّني أدين بهذه القصيدة لطفل فلسطيني اسمه عبد الله،
قُتل في غزّة،
وكان صورة مئات الأطفال الفلسطينيّين
التي تظهر يومياً في أخبار العالم.
لديّ رغبة في أن أكون أيضاً كمثل هوميروس
كي أكتب مرثية لهذا الطفل الذي
سبق وقلت إنّه صورة العديد من الأطفال المقتولين
الذين يظهرون يومياً في
نشرات أخبار العالم.
لكن حجراً حادّاً عبرَ حنجرتي
والصوت يتوق للصراخ
من أجل أن تتوقّف الجرائم في فلسطين،
ولا ينبغي لي أن أبكي، لأنّه كما قيل في
كتاب الأكاذيب الرجعية:
"الرجال لا يبكون".
■ ■ ■
كابوس
إلى رولاندو قطّان
الزمن قصّة كاذبة لا غير.
كلّ شيء يصبح مختلفاً،
وفي المفارقة النادرة يصبح القديم جديداً
في فضاء الأسود المدنّس
ولكن ما عساي أن أفعل إذ حيث حلمت بالجنّ والأقزام في أيرلندا
شُيّد فندق خمس نجوم شاهق
وما عساي أن أفعل إن كان الآن مكان
نافذة متجر عمّتي إيودوكسيا، ثمّة على نافورة صودا.
وإن كان مكانَ حديقة منزلي ثمّة الآن شركةٌ لامعة
تبيع ألواح الشوكولاتة والبيرة الأجنبية
بأسعار باهظة؟
ما عساي أن أفعل، إذن، إن كان الزمن
قصّة كاذبة لا عودة فيها إلى الوراء؟
* ترجمة عن الإسبانية: جعفر العلوني
بطاقة
Miguel Barnet Lanza شاعر وروائي ومفكّر كوبي من مواليد هافانا عام 1940. أسّس "الاتحاد الوطني للكتّاب والفنّانين" وترأسه بين عامَي 2008 - 2019. يُعدّ من أبرز الكتّاب الكوبيّين في العالم. حاصل على "الجائزة الوطنية للأدب" عام 1994. من أعماله الشعرية: "جزيرة الجن" (1964)، و"قصائد صينية" (1993)، و"المحضر الأخير" (2000).