أُحبّ تلك الظهيرة التي تنمو فيها نباتات غرفة الجلوس أمام العين الناظرة، ومعها أصداء هتافات أولاد من وادٍ بعيد، تلك التي أسأل فيها عن اسم اليوم فيأتيني مألوفاً.
من يصدّق كم بيتاً دُعيت إليه في ساعات الليل الغريبة، على شرفة صغيرة، أو في باحة منزلية مدفونة بعيداً عن الطريق الذي يدور حول بحر العمران المتشبّث بألغازه.
لو لم تحدث عملية المقاومة الفلسطينية، التي تذرّعت بها "إسرائيل" لشن حرب إبادة على غزة، لما تغير شيء من الأيديولوجيا الصهيونية القائمة على تهجير الشعب الفلسطيني.
سوء فهم طبيعة السلطة، بوصفها كياناً خادماً لذاته، يوفّر لها رصيداً من السذّج الذين يعتقدون أنّ الدفاع عنها هو إنّما دفاعٌ عن الديمقراطية وحرية التعبير، بينما لا تدعم هذه القيم الكبرى والمُثُل العليا إلّا وفق حسابات شديدة الدقّة.
ما يحدث في غزّة من الإبادات القليلة التي عرفها التاريخ الحديث، والتي يوجد كثير ممّن يبرّرون حدوثها؛ وهو تبرير يحصل ضمن الزمن الحقيقي، وليس بعد القراءة عن الإبادة في كتب التاريخ بعد قرون، أي بعد أن يكون الالتباس قد نال من تفاصيل الأحداث.
إجماعٌ على واجب المقاوَمة الثقافية. هذا ما ذهبت إليه أفكار مثقّفين عرب استطلعت "العربي الجديد" آراءهم حول ما يُمكن للثقافة العربية أن تُقدّمه لخدمة قضاياها، وفي طليعتها قضية تحرير الأرض والإنسان التي تدور رحاها الآن في فلسطين معمّدة بدم أبنائها.
يحثّ كتابُ "الفصول والغايات" لأبي العلاء المعري (تحقيق محمود حسن زناتي، 1938)، القارئ على هجران العقل الفلسفي النسقي والإقبال على ذهنية الفيلسوف الشاعر أو الشاعر الفيلسوف، مع ثنائية التشكّك والإيمان.
أُقلّب الصفحات الرماديّة لأعثر على رفاقٍ غرباءَ لا يكترثون لاسمي/ فتأتي وهي تحكي لي قصّة لم أسمع بدايتها/ تقول شيئاً عن الممرّات وظلالها العسليّة/ وعن المخمل الأخضر في الحجرات الملتفّة على نفسها.
أنا أيضاً كنت أريد/ أن يتأمل جميع البشر خبايا الطبيعة/ وأن تتملّكهم أساطيرها/ وكنت أريد أن تصير جميع العقول/ معبداً كبيراً/ للنار والهواء والألوان الغريبة/ وأنا أيضاً كنت أظنّ/ أنّ كل النساء/ يجب أن يصغين/ إلى نداء الغيم وليس إلى رائحة التراب.