بينالتي

لحظة تاريخية افتتاح مبهر وأنيق، كأس العالم فيفا قطر 2022، تتويج لجهد 12 عاماً، لأول مرة بدولة عربية وبالشرق الأوسط، ملعب البيت شهد حضورا رسميا وشعبيا بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وإنفانتينو

لا حديث في المغرب، كما العالم، إلا عن كأس العالم "قطر 2022"، التي يقترب موعد انطلاقها شيئاً فشيئاً، وكلما اقترب هذا الحدث الكبير، يزداد معه شغف المحبين وترقب المتتبعين.

يستحيل تحديد أوّل لحظةٍ تشهد، ذات يوم، أوّل علاقة شخصية بمباراةٍ لكرة القدم، رغم أنّ ذكرياتٍ متفرّقة عالقةٌ، إلى الآن، في ذاكرة فردية

تكتب مسؤولة قسم الميديا والمنوعات في "العربي الجديد"، ليال حداد، عما تعنيه لها بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تقام هذا العام في قطر، انطلاقاً من طفولتها ووصولاً إلى علاقة ابنها جاد بهذه اللعبة

أخيراً سيتحقق ما كان يعتبره العرب حلماً، وكان يعتبره الغرب وهماً لا يمكن حدوثه، وخاصة في بلد عربي ومسلم، صغير بمساحته، قليل بعدد سكانه، راهن الكثير على فشله، وحاربه القريب قبل الغريب بكلّ الوسائل، لكنّه صمد وصبر، وهو الذي التزم الصمت طويلاً.

كأسُ العالم في الدوحة 2022، هو من أجل سندريلا كرويَّة، تُبهِجُ جميع من في المعمورة، لا ساحة لتصفية الحسابات الثقافيَّة مع الشرق الأوسط، ولا فوازير صيام العالم عن علاجِ مشاكِله. إنَّها ذلك الفتى الصغير الذي يعشق الكرة ويطير معها لحظة دخول الهدف.

لم تمنع الظروف المأساوية التي يعيش في ظلّها أطفال المخيّمات السورية من مواكبة مونديال كأس العالم 2022 في قطر والتفاعل معه، حيث غنوّا أغنية المونديال (أرحبوا)، وكأنهم يقولون نحن هنا، رغم الألم والدموع، رغم الوجع والدمار.

بعدما راهن الكثيرون على فشل قطر في تنظيم كأس العالم 2022، فازت بالرهان واستطاعت تجهِيز كافة الملاعب ومرافق التدريب والمناطق المخصّصة للمشجعين بتكنولوجيا للتبريد، ناهيك عن كون الملاعب صديقة للبيئة، لتصبح أيقونة العالم ومحطّ قلوبهِم.

يجب أن تعود كرة القدم إلى روّادها الحقيقيين من فقراء ومهمشين، أولئك الذين صاروا غير قادرين على ممارسة اللعبة بسبب تحوّلها إلى ممارسة بورجوازية تستوجب إمكانيات مادية ضخمة، خاصة بعد أن انتظمت عديد الفرق في "شركات"، وأصبح رأس المال يحجب الموهبة والشغف

تعرضت دولة قطر لحملة ظالمة منذ فوزها بحق استضافة كأس العالم 2022، ولكن هذه الاتهامات لم توّجه لدول أخرى استضافت المونديال أو أحداثاً رياضية أخرى. ورغم أن قطر أثبتت جدارتها بهذا المونديال، ما زالت الاتهامات مستمرة، ما يشير إلى ازدواجية معايير واضحة.