غلطة سمير الوافي الأولى أنّه ليس مؤدلجاً، يمكن أن تضلّله الإيديولوجيا وتحميه من حرّ السلطة وقرّها الممتد داخل الدولة، وغلطته الثانية أنّه كان مخالفاً للقطيع الذي كان الذراع الإعلامية للثورة المضادة التي حاولت، بكلّ قواها ومازالت، إطاحة الثورة وكلّ رموزها.
أيّام الدكتور في زمن الترويكا، استوردت الحكومة كميات من الخرفان الإسبانية لسدّ النقص الحاصل في السوق، غير أنّ هذه النخبة المستحمرة نفسها هاجت وماجت، ونعت بكلّ عبارات الأسى والألم "العلّوش التونسي"، الذي غاب عن الأسواق.
على المثقّف أن يكون أكثر الناس تواضعاً، وغوصاً في أغوار المجتمع، باحثاً عن مشكلاته الحقيقية، ساعياً إلى معالجتها بطريقة فنيّة، أو على الأقلّ طرحها إلى العلن وإخراجها من دائرة الصمت، فالمثقّف رئة مجتمعه، وإذا أحسن الإنتاج، سينعم المجتمع بثقافة نظيفة.
طرح نزهاء فكرة الاستعانة بكبار قادة الداخلية السابقين، مثل علي السرياطي وعادل التيويري، لمكافحة الإرهاب، وقيل إن ضغوطا على رئيس الحكومة ووزير الداخلية للاستعانة بهم. وأضيف: لماذا لا تتمّ الاستعانة برفيق الحاج قاسم، أو عبد الله القلاّل.
اتركوا الليبيين وشأنهم، ووفّروا نصائحكم لهم بضرورة الحوار الذي ضيّعتم به الثورة في تونس. أتركوهم يحسموها بمعرفتهم. كلّ النّاس في ليبيا بسلاحها، والساحات ستحدد من سيبقى، وليست قاعات النزل الفخمة، فلا تركنوا لحفتر، ولا تحاوروه.
أغلبية التوانسة ثابتون على قضايا الأمّة، على الرغم من قلّة حيلتهم، إذ كان ظنّهم أنّ الثورة ستحرّر القرار السيادي التونسي من الارتهان، سواء للوبيات المال، أو لكانتونات السياسة. لكن، إلى الآن، النتائج ليست مشجّعة.
كنّا في تونس نمنّي النفس بمشهد سياسي مختلف، تسود فيه الأفكار الجديّة والبرامج الواقعيّة التي تخدم الوطن والمواطن، لكن، للأسف، غرقنا في وحل ساسة فاضت أدرانهم، حتّى كادت تلوّث مجردة.
مازوشي يبحث عن سادي، وضحيّة تبيع كلّ شيء من أجل عودة جلاّدها. وربّما صدق ذاك المثل القائل. إنّ العصافير التي تولد داخل الأقفاص تعتقد أنّ الطيران خارجه جريمة. لم أعد قادراً على الفهم، فاعذروا جهلي رجاء!