حزب الأمة

ترجل الصادق المهدي عن المسرح السياسي في السودان بعد ستين عاما من النشاط السياسي، ترك فيها بصمات واضحة طبعت كثيرا من أوجه الحياة السياسية في السودان. ويصعب على كل من يتصدّى للكتابة عن شخصية الراحل أن يتتبعها على خط واحد مستقيم.

تشهد الساحة السودانية حالة من الحراك النشط، وبسبب قوته، يُقابَل بتوجسات وقلق يشتد لدى العامة، ومخاوف بين بعض أطراف النخبة من انفراط عقد الدولة بكاملها، على أن الأكيد أن رياح التغيير تهب وبقوة على السودان، والذي يأمل الجميع أن يصل الخواتيم السعيدة.

تحتاج هذه الآونة من حياة السودان إلى رجل مثل الصادق المهدي، ليس بالضرورة في موقع القرار، بل في قلب الحياة السياسية والعامة، باعتباره مرجعيةً وطنية وازنة، ولما يمثله من مكانة اجتماعية معتبرة، إضافة إلى قيادته حزب الأمة وعلاقاته الدولية الواسعة.

هنالك فرصةٌ نادرةٌ تتوفر لليسار في السودان، لا ليلتقط أنفاسه فقط، بعد تنكيلٍ كثيرٍ غالبه في الأعوام الثلاثين الماضية وقبلها، وإنما أيضاً لتظهير نفسه صاحب المبادرة والأهلية والفاعلية والكفاءة، في غضون انعطافة السودان إلى عهد جديد.