لم يكن أحد يتصوّر أن يصل النفوذ الصهيوني إلى حدّ التحكّم في ساعات الإضاءة والإظلام في مصر التي يعتبر الكيان أن نظامها "هدية الله" بدلاً من الإسلام السياسي.
من العبث النظر إلى أزمة الظلام في مصر من زاوية انقطاع التيار الكهربائي فقط، فهي ليست سوى واحدة من انعكاسات أزمة أشمل، هي أزمة انقطاع وطن عن حضارته وشخصيّته.
من ناحية واشنطن وتل أبيب، تبدو العملية الهمجية في غزّة ورفح، والتلويح بامتدادها إلى الأراضي اللبنانية، استكمالاً لمشروعٍ قديمٍ بات من مرتكزات السياسة الأميركية
الخطاب الذي أعلنه أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، قبل يومين هو المعبّر الحقيقي عن روحِ الأمّة في هذه اللحظة، وهو المجسّد طموحاتِ الشعوب العربية في تحرير فلسطين.
بين معبرَي رفح المصري الفلسطيني ومعبر طابا لا تزيد المسافة عن ساعتين بالسيّارة، لكنّ المسافة بين مصر معبر رفح ومصر معبر طابا عقود من الانهيار في الوزن السياسي.
الربط بين التطبيع الكامل وإنهاء العدوان على غزّة هو بمثابة رضوخ للابتزاز، وفي الوقت ذاته هو ابتذال لقضيّةٍ عادلة باستعمالها ورقة تفاوض لتحقيق أهداف أخرى.