العنصرية تورط مدربين في أوروبا وتفضح مواقفهم

17 ابريل 2023
مدربون تورطوا بسبب تصريحاتهم التي تشجع على التمييز (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

انضم الفرنسي كريستوف غالتييه، مدرب فريق باريس سان جيرمان، إلى قائمة المدربين الذين قد تعرف مسيرتهم تحولاً بسبب مواقفهم العنصرية تجاه بعض اللاعبين أو تصريحاتهم التي تورطهم مع الجماهير وتسيء إلى صورتهم وتدفع الأندية إلى التحرك ضدهم.

وما وقع تسريبه بخصوص موقف غالتييه من الرصيد البشري في فريقه السابق نيس الفرنسي، حين تذمر من كثرة اللاعبين المسلمين واللاعبين الأفارقة في الفريق، سيورطه أكثر بعد ضغط قوي من جماهير الباريسي ومجموعات "الأولتراس" من أجل فتح تحقيق عميق ومعاقبته في حال ثبوت هذه التصريحات التي تسيء إلى صورة النادي.

ورغم أنه لم تتم بعد إدانة غالتييه بشكل رسمي من قبل المؤسسات الرسمية في فرنسا في الساعات الماضية، إلا أن التسريبات الأخيرة سيطرت بقوة على المشهد الرياضي، وباتت مصدر إزعاج كبير للاتحاد الفرنسي، بينما لم تعلن بعد إدارة باريس سان جيرمان عن موقفها الرسمي بخصوص ما نُسب لمدربها من مواقف عنصرية.

ورغم أن الأحداث وقعت قبل أن يتعاقد غالتييه مع النادي الباريسي، لكن هذا الأمر لا يعني أنه سيكون بعيدا عن العقوبات من قبل الاتحاد الفرنسي أو إدارة فريقه، وخاصة أن الأمر يبدو معقداً للغاية في ظل تباين المواقف، إذ كشف بعض الفاعلين في المشهد الرياضي، أو الذين تعاملوا مع غالتييه في السنوات الماضية عن حقائق أخرى تدفع التهم عن المدرب، ولكن هذا التباين في المواقف يزيد الوضع غموضاً وسط جدل كبير في فرنسا، خاصة بعد تصرفات مدرب نانت في حق الجزائري حجام الذي يصر على الصيام.

ولم يكن غالتييه أول مدرب في فرنسا يواجه موجة انتقادات كبيرة بسبب مواقف وُصفت بالعنصرية، حيث واجه لوران بلان في عام 2011، عندما كان مدرباً لمنتخب فرنسا، موقفا مشابها، بسبب ما عُرف بقضية "الحصص" عندما أشار في اجتماع مع الإدارة الفنية للاتحاد الفرنسي إلى كثرة اللاعبين الذين نشأوا في فرنسا ثم يختارون منتخبات أخرى.

وأشار بلان حينها إلى أنه من الضروري اعتماد نظام الحصص، الذي يضمن حقوق المنتخبات الفرنسية بدل تكوين لاعبين يتحولون لاحقاً إلى منافسين، وقد اضطر بلان إلى تقديم اعتذار رسمي عن الإساءة التي قد تكون طاولت بعض اللاعبين بسبب تصريحاته التي "أخرجت من سياقها".

وبعيدا عن المدرسة الفرنسية، فإن مدرب إسبانيا الراحل لويس أراغونيس، بطل أوروبا 2008 مع "لاروخا"، تورط في قضية عنصرية، وفق ما نقلته صحيفة "لوبريزان" الفرنسية. فخلال حصة تدريبية لمنتخب إسبانيا في 2004، رصدته كاميرا التلفزيون الإسباني وهو يحاول تحفيز مهاجمة أنطونيو رايس بقوله: "قل لذلك الأسود (يقصد تيري هنري زميله في أرسنال الإنكليزي)، إنك أفضل منه، لا تخشَ ذلك انقل له رسالتي، لا تدع ذلك الأسود يتفوق عليك". وهي عبارات تسببت في صدمة كبيرة في تلك الفترة ولكنه لم يتعرض إلى عقوبات من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم رغم خطورة ما صدر عنه.

كما واجه المدرب الإسباني بيب غوارديولا تهماً بالعنصرية من قبل نجم الوسط السابق العاجي يحيى توري، في تصريحات لمجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية في عام 2018، حيث قال: "عندما نلاحظ العدد الكبير من المشاكل التي رافقته في مسيرته مع اللاعبين الأفارقة لا يمكن إلا أن نقول إن له نظرة مختلفة تجاههم، إنه ذكي جدا ولا يمكن أن يسقط في الفخ ولن يعترف يوما بموقفه، ولكن عندما نشاهده يدرب فريقا يضم 5 لاعبين أفارقة فسأكف عن الاعتقاد بأنه عنصري".

وتخلى بايرن ميونخ في عام 2020 عن أحد مدربي فريق الشباب في النادي بعد تهم عنصرية إثر تحقيق داخلي، حيث تذمر بعض الأولياء من العبارات التي توجه بها المدرب إلى عدد من اللاعبين، ومنهم من رفع قضية، وهو ما دفع النادي الألماني إلى البحث في القضية وخلص إلى أن النادي الذي يُعارض كل الانتهاكات العنصرية لا يمكنه أن يقبل بتصرف مشابه، وبالتالي قرّر التخلي عن المدرب.

واتهم المدرب الإيطالي جينارو غاتوزو بتصرفاته العنصرية تجاه عدد من اللاعبين عندما كان مدرباً لفريق نابولي في قضية دفعت جماهير فريق فالنسيا في الصيف الماضي إلى الاحتجاج ومعارضة قرار إدارة النادي بالتعاقد معه، لأنها ترفض كل التصرفات العنصرية التي من شأنها أن تسيء إلى النادي.

لكن غاتوزو نجح في الدفاع عن نفسه بعدما كشف عديد الحقائق في علاقته باللاعبين، مؤكداً أنه لو كان عنصرياً لما وافق على التعاقد مع باكايوكو، وقال في حوار مع صحيفة "لاغازيتا ديللو سبورت" الإيطالية قبل التعاقد مع فالنسيا: "لست عنصرياً، لو كنت كذلك كنت سأرفض الصفقة، ليس لي أي موقف سلبي من اللاعبين السود، الكثيرون منهم كانوا أصدقاء لي".

وصدم المدرب الإيطالي أريغو ساكي الجماهير بتصريحات قوية عام 2015، في بحثه عن أسباب فشل كرة القدم الإيطالية، حيث اعتبر أنه من بين الأسباب التي جعلت إيطاليا تعاني من قلة المواهب هو كثرة اللاعبين السود والأجانب في منافسات أقل من 20 في مختلف الأقسام في إيطاليا.

وهي تصريحات دفعت المدرب الذي يملك سجلا كبيرا من النجاحات إلى الدفاع عن نفسه ليؤكد أنه أسيء فهم ما يقصده من هذا التحليل، مشيرا إلى أن ماضيه يشهد له أنه لم يكن عنصريا في التعامل مع اللاعبين من جنسيات مختلفة، ورغم ذلك فإن تصريحاته أثارت جدلا كبيرا للغاية في إيطاليا.

وطاولت الأزمات التي يحدثها المدربون بسبب الاتهامات العنصرية الدوري الإنكليزي، حيث أقيل المدرب بيتر بيردسلي من مهامه في تدريب فريق أقل من 23 عاما في نيوكاسل بسبب عبارات عنصرية تجاه عدد من اللاعبين، بعدما تدخل الاتحاد الإنكليزي لمعاقبته بعد اتهامه بتوجيه عبارات عنصرية على أساس الديانة والعرق وغيرها تجاه لاعبين شبان.

المساهمون