أيام عصيبة ومشاهد لا تُمحى من الذاكرة يرويها الأردنيون العائدون من أوكرانيا خلال الأيام الماضية بسبب المعارك الدائرة هناك جراء الغزو الروسي، إذ لم تكن العودة إلى حضن الوطن سهلة كما حكى طلاب لـ "العربي الجديد"، نتيجة الطرق المقطوعة وانقطاع الوقود والظروف الجوية والحواجز العسكرية.
ويعيش في أوكرانيا أكثر من 2606 أردنيين، بينهم 727 طالباً جامعياً يدرسون في 37 جامعة منتشرة في مختلف أنحاء أوكرانيا، وفق الأرقام التي أعلنتها السلطات الأردنية.
الطالب في الجامعة الوطنية الأوكرانية حسن الشريف (خامسة - طب بشري) روى ما شاهده خلال الأسبوع الأول للحرب، موضحاً أن صافرات الإنذار والصواريخ وأصوات الانفجارات كانت ترعب الطلبة والسكان على حد سواء.
وتابع أنه مع بدء الحرب أغلقت البنوك ومحلات الصرافة أبوابها، فلم نستطع التصرف بالأموال لشراء ما نحتاجه أو تدبر أمور رحلة الخروج من أوكرانيا، إضافة إلى نقاط التفتيش العسكرية والإجراءات الأمنية المخيفة.
وأشار إلى أن رحلة الخروج من أوكرانيا باتجاه سلوفاكيا استمرت أربعة أيام من التنقل بالسيارات والحافلات والقطارات، ما اضطرنا لافتراش أرضية القطار والتزاحم مع الركاب.
أما الطالب عمر الرحاحلة الذي يدرس طب أسنان سنة ثالثة فيقول لـ "العربي الجديد" إنّ اندلاع الحرب أثار الهلع بين الطلبة والأوكرانيين، ولجأ الكل إلى الملاجئ العامة حتى تكدست بالسكان، عندها قامت قوات الأمن بإخراج الطلبة والشباب لإفساح المجال للنساء والأطفال وكبار السن.
وتابع، "بتنا عدة ليالٍ تحت أدراج العمارة التي نسكنها، وكلما ضرب صاروخ كانت العمارة تهتز وتكاد تسقط، إضافة لانقطاع الأغذية وإغلاق المطاعم والمخابز والصيدليات ونفاد الوقود، وحظر التجول الليلي لعدة أيام حال دون خروجنا مبكراً من أوكرانيا".
وأوضح أن "رحلة العودة من أوكرانيا حتى الحدود الرومانية استمرت ثلاثة أيام، سرنا لأكثر من 20 كيلومتراً على الثلوج نتيجة تكدس حافلات الأوكرانيين المغادرين باتجاه رومانيا".
يذكر أنّ وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين أعلنت اليوم الثلاثاء عن مغادرة 100 مواطن أردني مدينة سومي باتجاه مدينة بولتافا الأوكرانية، التي تبعد حوالي 3 ساعات عن سومي.
وتواصل الوزارة والسفارة الأردنية في أنقرة، بحسب بيان صدر اليوم، اتصالاتهما مع الأردنيين لحصر أسماء الذين بقوا منهم في مدينة سومي.