استمع إلى الملخص
- لطفو، الذي نزح إلى مخيم للمكفوفين في سرمدا، يهدف لدخول كلية الشريعة ليكون محفزاً لرفاقه المصابين، مؤكداً أن العزيمة تحقق الأحلام.
- يرى لطفو أن الدراسة والعمل يكملان بعضهما، مشجعاً الشباب على التعليم رغم الظروف الصعبة، ويشكر الكادر التدريسي على دعمه.
نال كفيف سوري الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، أخيراً، بعد انقطاع عن التعليم دام 14 عاماً، منذ بداية الثورة السورية، إذ تعرض لإصابة حرب عام 2016 غيّرت مجرى حياته، لكنها لم تفقده العزيمة والإصرار.
نزح الطالب حسن أحمد لطفو (26 عاماً)، إلى مخيم للمكفوفين في سرمدا، وهو متزوج ولديه أربعة أطفال، ورغم عمله كمستخدم، إلا أنه أصرّ على التعليم عن طريق محاضرات "أونلاين"، وكان يقضي حوالي خمس ساعات بالدراسة يومياً. وعن طريقة التقديم، كان الأستاذ يقرأ له السؤال، فيجيبه ويسجل الإجابة على الورق.
كفيف سوري: الإرادة تصنع المستحيل
وقال لطفو في حديث لـ"العربي الجديد": "نجحت في امتحان البكالوريا هذا العام بعد انقطاع دام قرابة 14 سنة، بعدما عقدت النية وتسلحت بالإرادة. كان الدافع الذي جعلني أعود إلى الدراسة هو رؤية الكثير من رفاقي وقد استسلموا للإعاقة بعد إصابتهم. أردت أن أكون محفزاً لهم، فإذا كانت العزيمة موجودة وتم الأخذ بكل الأسباب، ستتحقق الأحلام إن شاء الله".
وأضاف: "انقطعت عن الدراسة في أوائل الثورة السورية في عام 2011، إذ كنت أدرس شبكات الحاسوب ووصلت إلى الصف الحادي عشر. كنت أعمل أيضًا في مهنة الخياطة خلال تلك الفترة، رغم هذا الانقطاع، تمكنت من اجتياز امتحان البكالوريا، وأعمل حالياً في إحدى المؤسسات". تابع "كنت أدرس وأعمل في الوقت نفسه، ولم يكن لدي وقت كافٍ بسبب التزاماتي. أعود من العمل حوالي الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة، وبعد أن أرتاح قليلاً، أواصل دراستي في المعهد. كان هناك كادر تدريسي يوجهني ويعلمني، وأشكرهم على ما بذلوه من جهد لتعليمي بشكل جيد".
وأفاد: "لقد أصبت نتيجة حادث حربي في عيني وقدمي، وأنا الآن أرى بعين واحدة فقط. أقول لرفاقي الذين كانوا معي وأصيبوا، أعلم أن كثيرين منكم استسلموا للحياة ويعتقدون أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء. رسالتي لهم هي أن يعودوا للدراسة ويفكروا بإيجابية، فهم سيصنعون ما لا يستطيع فعله الأصحاء جسدياً"، وأكد أن هدفه من الدراسة هو "دخول كلية الشريعة، أتمنى أن أتمكن من ذلك". أضاف: "أما بالنسبة لاختياري لهذا الفرع، فقد كان السبب أنني أرى فيه نفعاً كبيراً للناس، وهذا ما يهمني بالدرجة الأولى".
ويرى لطفو أن الدراسة والعمل يكملان بعضهما بعضاً، خاصة لدى فئة الشباب في الوقت الحالي ضمن مناطق شمال غربي سورية، لافتاً إلى أنه يمكنه التوفيق بين العمل والدراسة وحتى رعاية الأسرة، مُشجعاً الشباب على التعليم رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها.