الاحتلال الإسرائيلي يُعذّب معتقلي غزة في سجن النقب بسكايبوس

10 نوفمبر 2024
تعذيب أسرى غزة في سجن عوفر الإسرائيلي (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قامت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني بزيارات قانونية لنحو 30 معتقلاً من غزة في سجني النقب وعوفر، حيث يواجهون الإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي.
- يعاني معتقلو سجن النقب من انتشار مرض الجرب بسبب حرمانهم من العلاج، وسحب الفرشات والأغطية في ساعات الفجر، مما يعكس الجرائم الطبية الممنهجة.
- يواجه المعتقلون ظروفًا قاسية تشمل البرد والجوع وعدم استبدال الملابس، مع استمرار التعذيب والاعتداءات، ووجهوا نداءً لإدخال ملابس شتوية لتخفيف معاناتهم.

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في إطار استمرار متابعة قضية معتقلي غزة، إن الطواقم القانونية نفّذت زيارات لنحو 30 معتقلاً من غزة في سجني (النقب وعوفر)، وقد جرت في السادس والسابع من نوفمبر الجاري، حيث تشكّل قضية معتقلي غزة في سجون الاحتلال التّحدي الأبرز أمام المؤسسات المختصة مع استمرار جريمة الإخفاء القسري، التي طاولت الآلاف من معتقلي غزة في ضوء حرب الإبادة المتواصلة منذ أكثر من 400 يوم.

وأوضحت الهيئة والنادي، في بيان صحافي، أنّ هذه الزيارات تتم في ظروف صعبة وقيود مشددة، والتي شملت عدداً من الطواقم الطبيّة الذين جرى اعتقالهم من مستشفى الشفاء في غزة، سواء من اعتقلوا داخل المستشفى أو عبر ما تسمى بـ"الممرات الآمنة"، وقد عكست إفادات المعتقلين مجدداً "مستوى التّوحش الذي مارسته قوات الاحتلال بحقّهم، تحديداً خلال عملية اعتقالهم، وفي الفترة الأولى من الاعتقال داخل المعسكرات، والتي أكّدت جملة الجرائم الممنهجة والثّابتة التي تشكّل الأساس لكل شهادات غزة، خاصة في ما يتعلق بأساليب التّعذيب الجسدي والنفسي، والإذلال الممنهج".

سكايبوس ينتشر في سجن النقب

واستناداً إلى الزيارات التي تمت لمجموعة من المعتقلين في سجن النقب، برزت قضية مرض سكايبوس (الجرب) في إفاداتهم، فالمئات من معتقلي غزة مصابون بالمرض، كما المئات من الأسرى من كل المناطق. وأوضح البيان أن أسرى النقب يواجهون كارثة صحية حقيقية، في ضوء تصاعد استمرار انتشار المرض بين صفوف الأسرى، ويُقابل ذلك استمرار منظومة السّجون بتنفيذ جرائم طبيّة ممنهجة، من خلال حرمانهم من العلاج، وكذلك تعمدها في عدم وضع حد للأسباب التي ساهمت وتساهم حتّى اليوم في استمرار انتشار المرض.

المعتقل (د.و) لم يستبدل ملابسه منذ 6 شهور، وتتعمد إدارة السجن سحب الفرشات والأغطية في ساعات الفجر

ووفقاً للبيان، ركزت عدة إفادات مقتضبة للمعتقلين على الفترة الأولى من مرحلة الاعتقال، وعمليات التّعذيب التي تعرضوا لها، في معسكرات جيش الاحتلال، حيث أفاد (د.و) المعتقل منذ شهر آذار/ مارس 2024، خلال العدوان الذي تعرض له مستشفى الشفاء، أنّه خضع للاحتجاز في منطقة غلاف غزة لمدة أربعة شهور قبل نقله إلى سجن النقب، حيث واجه ظروفاً صعبة وغاية في القسوة، واحتجز على مدار تلك الفترة وهو معصوب العينين، ومقيد اليدين، وقد تعرض لاعتداءات بالضرب المبرح، إلى جانب الإهانات، وعمليات الترهيب باستخدام الكلاب البوليسية، وقد نتج عن عمليات الضرب كسور في الأضلاع، واليوم ورغم أنّ وتيرة الضرب قد انخفضت، لكن المعاناة تضاعفت بعد إصابة المئات من المعتقلين بمرض السكايبوس، الذي تحوّل إلى أداة تعذيب جسدي ونفسي.

وذكر الأسير أنّه ومنذ 6 شهور لم يستبدل ملابسه، مضيفاً أنّ إدارة السجن تتعمد سحب الفرشات والأغطية في ساعات الفجر، وتعيدها في ساعات متأخرة من الليل، وما زالت جريمة التجويع قائمة، إلى جانب العديد من الجرائم الممنهجة. أما المعتقل (ل.ر) فأكّد أنّه ومن بين 145 معتقلاً محتجزين في أحد أقسام سجن النقب، فإن 100 منهم مصابون بالجرب، ويعانون أوضاعاً بالغة الصعوبة، وتمارس بحقّهم جرائم طبيّة ممنهجة. وقد تضمنت إفادة المعتقل (ل.ر) التفاصيل ذاتها التي ذكرها كل المعتقلين عن المرحلة الأولى عن الاعتقال، حيث تعرض لأبشع أنواع التنكيل والإهانات والضرب، من خلال عمليات الاعتداء اليومية، والتي سبّبت له كسوراً في الصدر. واليوم تركز إدارة السّجن على عمليات الاعتداء خلال توجههم إلى العيادة أو المحكمة، أو الزيارة.

كما وجه جميع المعتقلون نداءً بضرورة العمل على إدخال ملابس لهم قبل بداية الشتاء، فالبرد القارس بدأ يخيم على الأقسام، تحديداً في سجن النقب، في ساعات الليل، فالأسرى لا يملكون ملابس شتوية، وكل أسير فقط لديه غطاء خفيف لا يقيه من البرد، وما ساهم في استمرار انتشار مرض الجرب هو تجميع الأغطية من كل القسم ومن الغرف المصابة وغير المصابة، وتحوّلت الأغطية مصدراً لانتشار المرض، إضافة إلى انعدام مقومات النظافة الشخصية.

وكان من بين المعتقلين الذين تمت زيارتهم معتقل يُعاني ضعفاً في السّمع، ومصاب بالسكري، وبكسور نتيجة لعمليات التّعذيب، وآلام في كل أنحاء جسده، وقد وجّه إلى المحامي رسالة مؤلمة قال فيها: "لا أستطيع النوم، من البرد، والجوع، وأنا أموت كل لحظة، ولا أعرف ما الذي يريدونه مني، فلم أعد أتحمل هذا العذاب".

المساهمون