أكدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مساء اليوم الثلاثاء، أن مدينة القدس المحتلة هي "خط القتال الأول" دفاعاً عن القضية والحقوق الفلسطينية، رغم ما تتعرض له من "مخاطر تهويدية بتطبيق سياسة التطهير العرقي وإغراقها بالمستوطنين"، وأن "المقاومة لن تقبل بتغيير المعادلة".
وقال عضو اللجنة المركزية لـ"الجبهة الديمقراطية" محمود خلف، في كلمته عن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، في مسيرة أقيمت رفضاً لـ"مسيرة الأعلام" التي نفذها المستوطنون في القدس المحتلة، إن السلطة الفلسطينية مطالبة بتحمل مسؤولياتها بتعزيز صمود الفلسطينيين في القدس المحتلة.
وشارك مئات الفلسطينيين، مساء الثلاثاء، في المسيرة التي دعت إليها القوى والفصائل في غزة على أنقاض منزل عائلة أبو العوف، التي تعرضت لمجزرة في العدوان الأخير على القطاع، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية فقط وبعض اللافتات والشعارات التي تؤكد على الحق الفلسطيني في القدس.
وشهدت مختلف مدن القطاع فعاليات فرعية إلى جانب الفعالية المركزية التي أقيمت بمدينة غزة، وشارك فيها مئات الفلسطينيين للتأكيد على رفض "مسيرة الأعلام الإسرائيلية".
وشدد خلف على ضرورة الالتزام بمقررات الإجماع الوطني في المجالس الوطنية والمركزية والاجتماع القيادي والأمناء العامين، بوقف العمل بكل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، خاصة التنسيق الأمني، وفرض معادلة المقاطعة الاقتصادية على الاحتلال، ووقف الرهان على المفاوضات.
ودعا القيادي الفلسطيني إلى "طي حقبة الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية للاتفاق على برنامج واستراتيجية سياسية واحدة وموجهة لمواجهة كل التحديات"، مطالباً بـ"استنهاض المقاومة الشعبية لتتحول إلى انتفاضة شعبية شاملة على طريق التحول لعصيان مدني في وجه الاحتلال".
في سياق آخر، أكد خلف على أهمية "تشكيل مجلس أعلى لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في العدوان الأخير على القطاع الشهر الماضي، بمشاركة كافة جهات الاختصاص، بما يضمن سرعة إعادة الاعمار بعيداً عن الشروط الإسرائيلية".
وخلال الأيام الماضية، حذرت الفصائل الفلسطينية والأذرع العسكرية التابعة لها من خطورة استفزاز الفلسطينيين في القدس المحتلة عبر تنظيم "مسيرة الأعلام" التي سبق وأن أوقفتها المقاومة عبر قصفها لمدينة القدس في 11 مايو/ أيار الماضي.
في الأثناء، حمل القيادي في "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) إسماعيل رضوان، الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات جرائمه واستفزازه للفلسطينيين بتنظيم "مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة، مشدداً على أن "المقاومة جاهزة للرد على أي عدوان إذا ما تعرض الأقصى لسوء".
ودعا رضوان، في حديثه لـ"العربي الجديد"، الوسطاء إلى العمل على "لجم الاحتلال ووقف اعتداءاته اليومية على القدس والمسجد الأقصى"، معتبراً أن "المسؤول الوحيد عن عدم الاستقرار في المنطقة هو الاحتلال من خلال سياساته وجرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين".
وشدد القيادي في "حماس" على أن المقاومة الفلسطينية "ثبتت معادلة جديدة، وهي أن القدس خط أحمر من خلال الجولة التي خاضتها الشهر الماضي"، مؤكداً على أن "المساس بالقدس يمثل تصعيداً ستقابله المقاومة بالرد شعبياً في مختلف مناطق تواجدها، وحتى عسكرياً".
في موازاة ذلك، قال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" فايز أبو عيطة إن "الحركة تقف إلى جانب كل مكونات الشعب الفلسطيني في الرد على المسيرة الاستفزازية التي أقامها الاحتلال في القدس المحتلة، والتي يهدف من خلالها لأسرلة المدينة".
وأضاف أبو عيطة، لـ "العربي الجديد"، أن الاحتلال أراد من خلال هذه المسيرة "فرض معادلة أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، في الوقت الذي يتمسك فيه الشعب الفلسطيني بالقدس عاصمة موحدة له بالرغم من كل السياسات الإسرائيلية الممارسة على الأرض".
وشدد القيادي في حركة "فتح" على أن "كل سياسات التهويد والأسرلة لن تجدي نفعاً، ولن تنجح في انتزاع القدس من بعدها الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "الشعب الفلسطيني جاهز ومستعد بكل أطيافه للدفاع عن المدينة المقدسة".