إيطاليا: تحقيق في تهديدات ضد وزير الخارجية من حركة مجهولة تدعي تأييد فلسطين

14 نوفمبر 2024
تاياني في مقر وزارة الخارجية الإيطالية في روما، 6 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تلقى أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، خطاب تهديد من حركة مجهولة تهدد بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل وحلفائها، مما دفع السلطات الإيطالية لتقييم التهديدات.
- أبدى العديد من الشخصيات السياسية الإيطالية تضامنهم مع تاياني، معتبرين التهديدات جزءاً من حملة لتشويه سمعة إسرائيل ونشر الدعاية المعادية للسامية.
- قامت الانتفاضة الطلابية الفلسطينية في تورينو باحتلال مكاتب مجموعة ليوناردو الإيطالية، احتجاجاً على تصدير الأسلحة لإسرائيل، مما أثار تدخل الشرطة وانتقادات من وزير الدفاع الإيطالي.

كشفت وسائل إعلام أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في إيطاليا أنطونيو تاياني تلقى صباح اليوم الخميس "خطاباً تحذيرياً" أُرسل بالبريد إلى مكتب الوزير بمقر الوزارة، فيما تعكف السلطات الأمنية الإيطالية حالياً على فحص الخطاب وتقييم مدى مصداقية ما تضمنه من تهديدات.

وذكرت وسائل الإعلام أن الخطاب أرسل بالبريد العادي من مدينة بولونيا، ويحمل اسم مرسلة "A.F"، من قبل حركة مجهولة أطلقت على نفسها اسم "الحركة العالمية ضد دولة إسرائيل النازية - الصهيونية الإرهابية من أجل تحرير فلسطين" (Global Movement against Nazi-Zionist Terrorist State of Israel for the Liberation of Palestine).

وهددت الحركة، التي لم يُسمع عنها من قبل، في خطابها، الذي قالت الصحف الإيطالية إنها أرسلت نسخاً منه إلى سلطات الدول الداعمة لـ"الكيان الصهيوني" (الولايات المتحدة بريطانيا - فرنسا- ألمانيا- إيطاليا) بتنفيذ ما سمته "عمليات مسلحة اعتباراً من غد الجمعة، تستهدف جميع مصالح دولة إسرائيل الإرهابية: سفاراتها ومتاحفها وأنشطتها وتجمعات أفرادها". وبحسب ما نشر، قالت الحركة إن تحذيراتها تأتي رداً على "الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ومنها قتل أكثر من 50 ألف نفس بين أطفال ونساء وشيوخ وجرح أكثر من 200 ألف آخرين".

وعبر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي عن تضامنه "مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أنطونيو تاياني لتلقيه خطاباً تهديدياً من قبل حركة مؤيدة لفلسطين"، واصفاً تلك التهديدات بأنها "غير مقبولة" وتستدعي "رداً راسخاً وحاسماً من الجميع". وأكد أن "المحققين بدأوا العمل بالفعل من أجل تحديد هوية المسؤولين".

من جانبه، أكد وكيل رئاسة المجلس المسؤول عن الإعلام والنشر، ألبرتو باراكيني، أن "التهديدات التي تلقاها الوزير تاياني خطيرة جداً، لأنها أُرسلت إلى رجل طالما تحدث وتحرك بتوازن كبير في قضية الشرق الأوسط".

وعلى المستوى البرلماني، أصدر رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "إخوة إيطاليا" (رأس الائتلاف الحاكم) في مجلس النواب تومّازو فوتي بياناً تضامنياً مع تاياني ضد "التهديدات الدنيئة التي تلقاها"، فيما عبر رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "فورتسا إيطاليا" (الذي يترأسه تاياني) في مجلس الشيوخ، السيناتور ماوريتسيو غاسبارّي عن تضامنه الكامل مع تاياني، مشيراً إلى أن الهجوم على تاياني "أعقب ما تعرض له الكثيرون منا من قبل حزب شيوعي يطلق على نفسه اسم حزب لجان دعم المقاومة من أجل الشيوعية CARC"، زاعماً أن تلك الهجمات تبدو "ثمرة لكيانات منحرفة وبعض الدوائر الإعلامية المنهمكة في العمل على تشويه سمعة إسرائيل وإفساح المجال للدعاية المعادية للسامية".

في الأثناء، أعلنت الانتفاضة الطلابية الفلسطينية بتورينو أمس الأربعاء عن احتلالها لمدة ساعتين مدخل وبعض مكاتب فرع مجموعة ليوناردو الإيطالية لصناعات الدفاع بمدينة تورينو، ورفعوا لافتات ورددوا هتافات تطالب المجموعة بالكف عن تصدير أسلحة لإسرائيل، منددة بتورط الحكومة الإيطالية في الإبادة الجماعية في غزة، قبل أن تتدخل الشرطة وتخرجهم من مقر الشركة.

من جانبه، دان وزير الدفاع الإيطالي كروسيتو، في منشور، على حسابه الشخصي بمنصة "إكس" هذه "التصرفات المنحرفة" من قبل مجموعة من "المخربين الخطيرين"، داعيا قوى اليسار إلى إدانة هذه الأفعال "المعادية للسامية والمناهضة للديمقراطية". ورداً على منشور كروسيتو، قالت نقابة الموظفين والعمال بالصناعات المعدنية التابعة للنقابة الإيطالية العامة للعمال"Fiom Cgil"، في بيان، إن وزير الدفاع الإيطالي "يغذي بتصريحاته حول ما حدث في تورينو الخلافات السياسية ويخلط الأوراق، ودعته إلى الخروج من تصريحاته المتضاربة وأن يوضح بشكل قاطع لا لبس فيه أن إيطاليا لا تبيع أسلحة لإسرائيل، بموجب القانون الساري الذي يحظر توريد سلاح لبلد منخرط في حرب".