اغتيال هنية| إضراب شامل ومسيرات غضب وحداد في الضفة والقدس

31 يوليو 2024
إسماعيل هنية في مطار رفيق الحريري في بيروت، 27 يونيو2021، الإضراب في نابلس اليوم (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إضراب ومسيرات غضب في الضفة الغربية والقدس**: شهدت الضفة الغربية والقدس إضراباً شاملاً ومسيرات غضب تنديداً باغتيال إسماعيل هنية في غارة بإيران، ودعت القوى الوطنية والإسلامية إلى الصمود والوحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

- **ردود فعل الفصائل الفلسطينية**: نعت الفصائل الفلسطينية هنية وأكدت أن سياسة الاغتيالات لن تثني الشعب عن المقاومة، داعية إلى التكاتف والوحدة الوطنية.

- **مواقف القيادات الفلسطينية والمواجهات مع الاحتلال**: أدان الرئيس محمود عباس الاغتيال وأعلن الحداد، وشهدت مدن مثل نابلس والخليل مسيرات ومواجهات مع قوات الاحتلال، داعية للوحدة والمقاومة.

عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، وسط  مسيرات غضب انطلقت في غالبية المدن والبلدات والمخيمات، تنديدا بـ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة على مقرّ إقامته في العاصمة الإيرانية بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. فيما عبرت الفصائل الفلسطينية عن تنديدها واستنكارها الشديدين لاغتياله داعية إلى الصمود والوحدة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد منسق القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين واصل أبو يوسف، لـ"العربي الجديد"، دعوة القوى للإضراب الشامل والخروج في مسيرات غضب وعلى مناطق التماس. وقالت القوى الوطنية والإسلامية في بيان لها، "إن اغتيال هنية يأتي في إطار إرهاب الدولة الصهيوني وحرب الإباده والتدمير والقتل مع عجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب ومحاسبة الاحتلال على جرائمه". وأضافت أنه "في الوقت الذي تنعى القوى الشهيد القائد إسماعيل هنيه لكل شعبنا الفلسطيني ولأمتنا وأحرار العالم؛ نؤكد أن هذا الاغتيال الجبان لن يكسر إرادة شعبنا في المقاومة والصمود، بل سيزيدنا تصميما وإصرارا على المضي قدما بالتمسك بحقوقنا وثوابتنا وكفاحنا ومقاومتنا من أجل الحرية والاستقلال".

إضراب شامل يعم مدينة أريحا ومخيم عقبة جبر تنديدا باغتيال الشهيد القيادي إسماعيل هنية. pic.twitter.com/Pc8flIcZmh

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) July 31, 2024

وفي القدس المحتلة، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن ضواحي المدينة وبلداتها ومخيماتها شهدت إضرابا شاملا حدادا على استشهاد هنية.

أخبار
التحديثات الحية

الفصائل الفلسطينية: سياسة الاغتيالات لن تجدي نفعاً

من جهتها، نعت حركة الجهاد الإسلامي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مشيرة إلى أن "عملية الاغتيال التي نفذها العدو المجرم بحق رمز من رموز المقاومة لن تثني شعبنا عن استمرار المقاومة لوضع حد للإجرام الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود".

أما حركة فتح، فاعتبرت أنّ عمليّة اغتيال إسماعيل هنية جريمة بشعة وفعلًا جباناً، وأضافت في بيان، أنّ سياسة الاغتيالات لن تجدي نفعًا في كسر إرادة شعبنا لنيل حقوقه الوطنيّة في الحرية والاستقلال. ودعت الفلسطينيين إلى التكاتف والتآزر والوحدة وتعزيز الصمود والتصدي للاحتلال، ورفض كافة المؤامرات، والحفاظ على الوحدة السياسيّة والجغرافيّة بين قطاع غزة والضفة الغربيّة، والقدس؛ باعتبارها وحدة سياسيّة وكيانيّة واحدة.

كما نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وقالت في بيان: "إن إقدام العدو الصهيوني على اقتراف هذه الجريمة القذرة، يضاف إلى سجله الحافل بالمجازر والجرائم الوحشية على امتداد تاريخه الدموي، وفي ظنه أن اغتيال القادة والمقاومين وممارسة القتل اليومي، والإبادة الجماعية يضعف إرادة شعبنا ومقاومته".

مسيرات غضب في الضفة الغربية

وعمت غالبية مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية مسيرات شعبية غضباً على اغتيال هنية. وخرج المئات من الفلسطينيين في مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة في مسيرة غاضبة تهتف باسم الشهيد إسماعيل هنية، وترفع الأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس، وسط هتافات تؤيد فصائل المقاومة وتندد بجرائم الاحتلال، وأخرى تؤكد انتهاء حقبة أوسلو وتدعو لوقف التنسيق الأمني، وهتافات لكتائب المقاومة في الضفة الغربية مثل كتيبة جنين وطوباس وطولكرم وعرين الأسود. كما هتف المشاركون لقائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار داعين إياه إلى الثبات، وهتفوا لقادة المقاومة الآخرين، وللبنان واليمن وإيران.

وقال منسق المؤتمر الشعبي الفلسطيني "14 مليون"، عمر عساف، لـ"العربي الجديد" إن "الفلسطينيين خرجوا ليقولوا إن دماء القائد هنية لن تذهب هدرا، وإن الشعب يسير على خطى الشهداء ويتمسك بخيارهم وهو خيار المقاومة بعيدا عن أية خيارات أخرى لأنه اعتاد أن يكون وفيا لدماء الشهداء، وبأنه قادر على إنجاب القادة والشهداء، لأن الجرائم لن تثنيه عن مواصلة طريقه نحو التحرر". وأكد عساف أن "الرسالة الأخرى للفلسطينيين اليوم هي الدعوة للوحدة الوطنية، لكن على أساس واحد هو المقاومة".

واعتبر أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في حديث إلى "العربي الجديد" أن اغتيال هنية جريمة بشعة، لكنها لن تكسر الشعب الفلسطيني وإرادة المقاومة والتصميم على مواصلتها، بل على العكس تؤكد للشعب ألا سبيل أمامه إلا النضال والكفاح، مذكرا باستشهاد قادة فلسطينيين آخرين، زادوا المقاومة إصراراً. وأكد البرغوثي كذلك أن عملية الاغتيال يجب أن تدفع إلى الوحدة الوطنية على برنامج وطني كفاحي مقاوم للإجرام والاحتلال، مطالبا الجميع بالإدراك أن الذي يحكم إسرائيل اليوم هو الفاشية التي تريد جر المنطقة بأسرها إلى أتون مواجهة شاملة، لكنها لن تنجح.

بدورها، قالت الأسيرة المحررة عطاف عليان لـ"العربي الجديد"، إنها تحمد الله على أن هنية ختم حياته بالشهادة، مشيرة إلى أن المقاومة والثورة الفلسطينية كان دائما وقودهما الدم والشهداء، الذين زادت دماؤهم الثورة وقوداً.

وقال الناشط السياسي معين البرغوثي لـ"العربي الجديد" إن "سياسة الاغتيال موجودة منذ تأسيس إسرائيل، وتأمل من خلالها أن توقف نضال الفلسطينيين، وتقضي على النخب والأبطال والقيادات، لكنها سياسة ثبت فشلها، لأن فلسطين ولّادة، والشعب الفلسطيني باستمرار يصنع الرجال والأبطال والقادة، منذ اغتيال القادة: خليل الوزير، وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وغسان كنفاني وأبو علي مصطفى، ورغم كل تلك الاغتيالات بقيت الثورة الفلسطينية صامدة وقائمة لتحرير البلاد".

وفي نابلس شمالي الضفة الغربية، شارك الآلاف في مسيرة حاشدة دعت لها حركة حماس تنديدا باغتيال هنية، رفعت فيها الرايات الخضراء التابعة لحماس والأعلام الفلسطينية، وردد فيها المشاركون الهتافات الغاضبة. وقال عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس نصر أبو جيش لـ"العربي الجديد": "إن دماء هنية وحدت الفلسطينيين، كما كانت دوماً مواقفه السياسية موحدة، لذلك خرج اليوم الآلاف الذين ينتمون لكافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني رفضا للجريمة التي تعرض لها".

وأكد أبو جيش أن الشارع الفلسطيني قال كلمته وانحاز للمشروع الوحدوي، وهو يرسل رسالة للقيادات في كافة الفصائل بضرورة الإسراع في تطبيق إعلان بكين لتوحيد المواقف والخروج صفاً واحداً في مواجهة عدوان الاحتلال.

وقال أحد المشاركين (فضل عدم ذكر اسمه) في حديث لـ"العربي الجديد"، "شاركت برفقة عائلتي وأطفالي في المسيرة، فالمصاب جلل وخسارتنا لرجل بوزن هنية كبيرة، فهذا الإنسان كان عظيما في حياته ومدرسة في مواقفه، لذا على الكل أن يخرج ويندد باغتياله". وتابع: "أعتقد أن على السلطة الفلسطينية أن تراجع حساباتها، خاصة في ما يتعلق باستمرار التنسيق الأمني، لا يعقل أن تتم ملاحقة أي شخص يعارضها أو يرفع راية لفصيل سياسي مقاوم".

كما انطلقت مسيرة جماهيرية غاضبة من مسجد الحسين وسط مدينة الخليل جنوب الضفة، رفعت فيها راية حركة حماس والعلم الفلسطيني، وردد خلالها المشاركون هتافات تؤيد المقاومة وتدعو للرد على جريمة الاغتيال. وفي أعقاب المسيرة التي وصلت إلى منطقة باب الزاوية المحاذية للحاجز العسكري الإسرائيلي المؤدي إلى شارع الشهداء، اندلعت مواجهات بين الشبّان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي ردّت بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي، والقنابل الغازية السامة المسيّلة للدموع. وبعد اندلاع المواجهات، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة دوار ابن رشد وسط الخليل، وبدأت بتفتيش مركبات المواطنين، واعتقلت طفلًا صغيرًا واقتادته إلى مكان مجهول.

عباس يدين اغتيال إسماعيل هنية ويعلن الحداد

في غضون ذلك، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغتيال هنية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن عباس "أدان بشدة اغتيال رئيس حركة حماس القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملا جبانا وتطورا خطيرا".

وهاتف عباس رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل، معزيا باغتيال هنية. وقالت وكالة "وفا"، إن عباس أعرب خلال الاتصال الهاتفي، عن تعازيه الحارة باغتيال هنية. وكان عباس قد الحداد وتنكيس الأعلام ليوم واحد، بعد اغتيال هنية.

كما أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، اغتيال رئيس  المكتب السياسي لحركة حماس. واعتبر الشيخ في تصريح صحافي، عملية الاغتيال تصعيدا خطيرا، ودعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى الصمود والوحدة والتلاحم في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

المساهمون