اعتبر "المجلس الوطني الكردي السوري" اليوم الإثنين، أن مشروع أنقرة حول إعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم يندرج في إطار ترحيل اللاجئين وإحداث تغيير ديموغرافي في تلك المناطق الواقعة ضمن ما يُعرف بمناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" شمال شرقي سورية.
وقال المجلس في بيانٍ مساء الإثنين، إنه "في بداية مايو/أيار الجاري، تركيا أعلنت رسمياً عن إطلاق مشروعها (العودة الطوعية)، حسب تعبيرها، لإعادة مليون لاجئ سوري لديها وتوطينهم في ثلاثة عشر تجمعاً سكنياً داخل الأراضي السورية المحاذية لحدودها الجنوبية، بدءاً من أعزاز غرباً إلى سرى كانييه (رأس العين) شرقاً".
وأشار إلى أن "عدم توفر البيئة الآمنة لعودة هؤلاء إلى أماكنهم الأصلية يؤشر إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار ترحيل اللاجئين وإحداث تغيير ديموغرافي في تلك المناطق، كما حدث ويحدث في مناطق أخرى من البلاد بما فيها منطقة عفرين"، لافتاً إلى أن "توقيت إعلان هذا المشروع يتزامن مع حملة الانتخابات البرلمانية التركية والسجالات التي تدور بين الأطراف المتنافسة فيها".
وأكد المجلس على "حق العودة للاجئين والنازحين السوريين أينما كانوا، وبما يتوافق مع القرار الدولي 2254، والذي ينص على (الحاجة الماسة إلى تهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية وتأهيل المناطق المتضررة وفقاً للقانون الدولي)"، مُعلناً عن "رفض عمليات التغيير الديمغرافي في أية بقعة من الجغرافيا السورية ومن أية جهة كانت".
ويرى المجلس في هذا المشروع "تعارضاً مع القرار الدولي 2254، وتفريطاً في حقوق اللاجئين وممتلكاتهم الأصلية، إضافة لما يؤسسه من نزاعات وفتن بين أبناء الشعب السوري الواحد"، داعياً "تركيا إلى العدول عن هذا المشروع"، و"الدول المعنية بالشأن السوري إلى اتخاذ موقف واضح وصريح منه والإسراع في تفعيل العملية السياسية لإيجاد حل نهائي للأزمة السورية، والذي يضمن عودة آمنة للاجئين والنازحين إلى ديارهم في أماكن سكناهم الأصلية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كشف في الثالث من مايو/أيار الجاري عن تحضير بلاده مشروعاً يتيح العودة الطوعية لمليون سوري إلى بلادهم. وفق وكالة "الأناضول" التركية، مؤكداً أن "نحو 500 ألف سوري عادوا إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها في سورية عام 2016"، مضيفاً أن أنقرة "تحضر لمشروع جديد يتيح العودة الطوعية لمليون شخص من أشقائنا السوريين الذين نستضيفهم في بلادنا"، لافتاً إلى أن "المشروع سيتم تنفيذه بدعم من منظمات مدنية تركية ودولية".
وجاءت تصريحات الرئيس التركي ضمن مشاركته عبر تقنية الفيديو خلال افتتاح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قرية سكنية وتجمعاً سكنياً ومستشفى ومركزاً طبياً في الريف الشمالي من محافظة إدلب، شمال غربي سورية.