خطوط طيران المغربية تواجه منافسة حادة

23 مايو 2019
طيران المغرب يواجه منافسة حادة (Getty)
+ الخط -

 

تشتكي خطوط طيران الملكية المغربية من شدة المنافسة التي تواجهها في ظل سياسة الأجواء المفتوحة، في وقت لم تحسم رئاسة الحكومة بعد خطة تطوير الناقلة الوطنية التي أحيلت عليها منذ ثلاثة أعوام.

ويؤكد مصدر من الخطوط الملكية المغربية، رفض ذكر اسمه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن النموذج الذي تراهن عليه، لمواجهة المنافسة الحادة من عدة دول في المنطقة، يشبه ما سارت عليه الخطوط التركية، غير أن ذلك يبقى رهن توضيح موقف الحكومة من خارطة الطريق التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها.

ووضعت الخطوط الملكية المغربية، خطة تطوير، بمشاركة المكتب الوطني المغربي للسياحة، ومكتب استشارة أجنبي، غير أنها ما زالت تنتظر الحسم. وتترقب الشركة، التي تأسست قبل ستين عاما، موافقة الحكومة على مخطط تطويرها، على اعتبار أنه سيكون على الدولة ضخ أموال في ماليتها من أجل تحقيق أهدافها، أو اتخاذ قرار بفتح رأسمالها أمام شركاء دوليين، علماً أن ملكية شركة الطيران تعود للدولة المغربية.
وكان وزير السياحة والملاحة الجوية، محمد ساجد، أعلن عن التركيز على إعداد الخطة بين الحكومة والخطوط الملكية، من أجل مواجهة التحولات التي يعرفها قطاع النقل الجوي وبروز شركات منخفضة التكلفة.

وعادت القضية إلى الواجهة مجدّدا بعد مثول عبد الحميد عدو، الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية، أول من أمس، أمام لجنة مراقبة المالية العمومية، حيث ركز على المنافسة التي تواجهها الشركة.
وضرب عدو مثلا بالخطوط الجزائرية، التي أضحت تتواجد في الأسواق التي تحط بها الطائرات المغربية، كما أن الخطوط الإثيوبية توسع حضورها بعد خطتها بإضافة 60 طائرة إلى أسطولها المكون من 110 طائرات.

غير أن عدو توقّف كثيرا عند تجربة الخطوط التركية، التي أضحى لها حضور قوي في العديد من الأسواق الاستراتيجية للناقلة المغربية، علما أنها تتجه نحو زيادة أسطولها الجوي من 331 طائرة حاليا إلى 500 طائرة في أفق 2023.

ويشير إلى أن الخطوط التركية كانت قبل 12 عاما في مستوى الخطوط المغربية، غير أنها تمكنت من نقل أسطولها من 54 طائرة إلى 331 طائرة حاليا، بفضل الدعم الذي حظيت به من قبل سلطات بلدها.

وعبّر مسؤولو الخطوط الملكية المغربية، في فترة سابقة، عن رغبتهم في التحالف مع شركات ذات حضور عالمي في مجال النقل الجوي، على اعتبار أن حجمها الحالي لا يخوّل لها توفير بعض الخدمات. وتتوخى الناقلة الوطنية، الاستجابة للطلب على الرحلات الطويلة، وترسيخ وجودها في القارة الأفريقية، والمساهمة في تحقيق أهداف الاستراتيجية السياحية للمملكة، خاصة أن الفاعلين يعتبرون أن جذب سياح من البلدان الصاعدة في هذا المجال رهين بتحسين النقل الجوي.

ويعتبر المسؤول في وكالة للأسفار، محمد خليل، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه سيتعذر على المغرب تطوير سياحته بدون مواكبة ذلك برؤية واضحة على مستوى النقل الجوي عبر الناقلة الوطنية، مشيرا إلى أن جزءا من تأخر بلوغ أهداف السياسة السياحية، عائد إلى عدم تغطية الناقلة الوطنية لأسواق أضحت استراتيجية للسياحة، خاصة في البلدان الصاعدة. وشرعت الشركة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في تسلّم طائرات لتأمين رحلات طويلة من شركة بوينغ الأميركية، ما سيرفع عدد طائرات أسطولها إلى 64 طائرة، غير أن بلوغ هدف الريادة في القارة، يدفع رئيسها إلى المراهنة على مضاعفة عدد الطائرات. وبلغت أرباح الشركة في العام الماضي 10 ملايين دولار، رغم تأثر نشاطها بإضرابات خاضها الطيارون في الصيف الماضي، ما اضطر مسؤولي الشركة إلى إبرام اتفاق للزيادة في الأجور من أجل ضمان نوع من السلم الاجتماعي داخل الشركة.

دلالات
المساهمون