وقال المطلعون على هذه التجارة وفق الصحيفة، إن شاحنات تقطع كل يوم تقريباً محوراً نفطياً شرقياً مساحته 7500 فدان، حيث يتم بيع النفط الخام من قوات سورية الديمقراطية لمجموعة قاطرجي، لتسليمه إلى مصافي الحكومة السورية.
كذا، عندما كانت حقول النفط نفسها تخضع لسيطرة "داعش"، توسطت مجموعة قاطرجي في بيع النفط من التنظيم المتطرف لنظام الأسد.
ومنعت واشنطن وحلفاؤها مبيعات الوقود للحكومة السورية عام 2011، رداً على حملة الأسد الوحشية ضد المتظاهرين. في سبتمبر/ أيلول 2018، اتهمت وزارة الخزانة الأميركية قاطرجي بتسهيل تجارة الوقود بين الحكومة وداعش، وفرضت عقوبات على الشركة ومحمد قاطرجي، وهو رئيس الشركة، وفق وول ستريت جورنال.
وساعدت صادرات الوقود الروسية والإيرانية إلى سورية على دعم الأسد خلال الحرب، إذ انخفض إنتاج النفط من 353.000 برميل يومياً عام 2011 إلى 25.000 برميل يومياً عام 2018.
وتسيطر مليشيا قوات سورية الديمقراطية على الجزء الأكبر من هذا الإنتاج، الذي يمثل الآن جزءاً حيوياً من إمدادات النفط الخام. بلغ متوسط شحنات إيران إلى سورية 20 ألف برميل يومياً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفقاً لموقع تتبع الشحنات النفطية "تانكر تراكر". وتعرضت الشحنات الروسية، ومعظمها من المنتجات المكررة، لضغط عقوبات الولايات المتحدة.
وتسيطر مليشيا قوات سورية الديمقراطية على حقول النفط، لكن المصافي تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وقد برزت شركة قاطرجي خلال الحرب السورية، ويرجع ذلك جزئياً إلى جهود حسام قاطرجي، وهو شقيق محمد، الذي حدّده الاتحاد الأوروبي بصفته الرئيس التنفيذي للشركة.
حسام قاطرجي، يبلغ من العمر 37 عاماً، توسط في صفقات النفط والقمح مع داعش ابتداءً من عام 2014، وذلك بفضل الاتصالات الشخصية في مسقط رأسه في الرقة، التي كانت آنذاك العاصمة الفعلية للمجموعة المتطرفة. بعد ذلك بعامين، أصبح عضواً في البرلمان، وفق ما تبين الصحيفة.
وعندما استولت قوات سورية الديمقراطية على حقول النفط، قام مهربو النفط الذين عملوا لحساب داعش بتغيير ولائهم وبدأوا العمل لصالح هذه المجموعة، وفقاً لسائق شاحنة صهريج وناشطين سوريين تحدثوا مع "وول ستريت جورنال".
وتنقل الصحيفة عن السائق، أنه يقوم بشحن النفط إلى مصفاة لنظام الأسد في حمص، من حقل الجفرة في منطقة دير الزور الغنية بالنفط شرق سورية، وهو تحت سيطرة مليشيات قوات سورية الديمقراطية.
وتابع، أن مقاتلي قوات سورية الديمقراطية يرافقون شاحنات النفط أثناء عبورها أراضيهم، قبل تسليمها لممثلي قاطرجي في الأراضي التي يسيطر عليها النظام، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية.