إنّ رواية "باسو" لكاتبها محمد برشي تحتفي بالتحوّل المُلازم لشخصية وحياة الإنسان المقيم في الجنوب الشرقي من المغرب، في حياة قلقة لا ترتاح لإيقاع الرتابة
لم يعد القتل والإعتداء شيئاً عارضاً على العالم، بل برز من التعايش مع الحرب، عبر تمثّله كنمط للوجود والكينونة، وعبر اقتناصه كفرصة للتسلية والترفيه وملء الفراغات.
إنّ الرواية، وفقاً للروائي ميلان كونديرا، رؤية أو فهم معيّن للعالم، عين ترى أبعد مما يراه العقل اليومي وأبعد من البصر العمومي، إنّه نداء من النداءات غير المسموعة. والنداء، حتى وإن لم يبلغ مقصوده، يبقى منتشراً في الأرجاء، يلتقطه من لم يكن يبحث عنه.
يعرف العالم المعاصر تحولات بارزة وديناميكيات متعددة، مما يحدث تغيرات في حقول كثيرة من الحياة الاجتماعية، مما أفرز اهتماما معرفيا بهذه التغيرات في حقول كثيرة شملت حتى الإنتاج الفني والأدبي.
إنّ تسليم الأرواح أو سلبها مهمة إلهية متعالية عن كلّ تطفل إنساني على ملكية الأرواح الحرّة، ولا ينبغي سلبها تحت راية فكرة ما أو أيديولوجية ناحرة، أو سياسة قتل وتهجير قسري إلى الآخرة.
أن نحبّ أعداءنا، هي مسألة جديرة بالتفكير على نحو فلسفي وإتيقي، بحيث يمكن أن يقود إلى سياسة نسيان نشطة تخلّص الفضاء الخاص والعام من ذاكرة الأعداء والشتائم والإهانات. لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ماذا يعلمنا الفيلسوف الألماني فريديك نيتشه في هذا السياق؟
يتقن الشيوخ والعجزة تقنية النسيان، ينسون كلّ شيء يمرّ أمامهم، وذلك من أجل التنكر للحدث ومحاربة العابر، فموضوع النسيان بالنسبة للشيخوخة ليس ما فات، ولكنه الحاضر، والذي يتناساه الشيوخ حتى لا يفقدوا ماضيهم وأنفسهم.
تعدّ تجربة كل من الفيلسوفين ميشيل فوكو وفريدريك نيتشه في التفكيك والنقد الجذري، وبمنهج جينالوجي، لمولد المنازع العنصرية في الثقافة الغربية، تجربة جديرة بالاهتمام وجديرة بالتقدير والاقتفاء، لفهم كيف ولدت هذه المنازع في ثقافتنا كذلك.
تجمع الكاتبة الفرنسية، آني إرنو، بين الأنا الحميمي، الشديد الخصوصية، والأنا الجماعي الذي يمثل طبقة اجتماعية، بسلاسة وانسجام ممتعين، نسجا خيوط سيرة ذاتية لفتاة تحسّ بالعار من أصولها ووالديها ووسطها المتواضع. هنا إطلالة على عالم إرنو الروائي.
لم يكن ضرورياً الإدلاء ببطاقة دعوة للدخول، نحن في حضرة فرح معمّم، يمكن أن يفيض بعضه إلى خارج الدار، يقتات من شظاياه بعض المارين والسكارى المرابطين في الجنبات؛ يسترقون النغمات والنظرات. الجميع مدعوّ، فلا غريب الليلة، الكل ينتمي إلى نادي الفرح.