من مصر لتونس... إعلام يطبّل للأسد وينفي مجزرة الكيماوي

06 ابريل 2017
من المظاهرات المنددة بالمجزرة (تويتر)
+ الخط -
اتفق إعلاميون في العالم العربي، محسوبون على بعض الأحزاب "اليسارية" و"القومية"، مع الخطاب الإعلامي لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وحلفائه الروس والمليشيات الطائفية التابعة لإيران، في تغطيتهم لمجزرة خان شيخون في إدلب، الثلاثاء.


ولم تكتفِ وسائل الإعلام هذه بتجاهل المجزرة، بل ساعدت في الجريمة، وبررت للجاني، وانهمكت بعضها في عرض "تحليلات عسكرية" من نوع "لماذا يرتدي الأطفال كلهم الثياب الداخلية نفسها؟".


قناة "روسيا اليوم" التلفزيونية عرضت تقريراً بعنوان "تحليل عسكري لاستخدام الكيماوي في ريف إدلب"، وتضمن قراءات محللين عسكريين روس. أشارت هذه التحليلات إلى أن "الشهادات واللقطات من خان شيخون لا تتضمن أي دلائل على استخدام قنبلة جوية كيماوية، ومن الواضح أن مصدر التلوث كان على الأرض".


وتضمن أيضاً تحليلات من نوع "أحوال الطقس يوم الهجوم كانت جيدة"، "لم تنتشر أي صور لحفرة قد تكون ناجمة عن استخدام قنبلة جوية"، "الطريق إلى مخزن الذخيرة المستهدف أغلق بشاحنة بيضاء من دون وجود أي علامات تضرر على واجهتها الأمامية أو جسمها... الشاحنة ربما أوصلت المواد السامة إلى البلدة، لإنتاج أسلحة كيماوية من قبل الإرهابيين في مصنع خاص في البلدة".



وخلص التقرير إلى أن "التفسير الوحيد المحتمل لما حصل أن مصدر التسمم كان واقعاً على الأرض بشكل مباشر أو تحت سطح الأرض". ولم يخل من محاولة التقليل من عدد ضحايا المذبحة، بتصريحات مثل "عدد الضحايا سيكون بالآلاف في حال استخدام مثل هذا النوع من الأسلحة من الجو".


صحيفة "الشروق" التونسية تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوانها "الجيش السوري يصفي عشرات الإرهابيين في مصنع كيماوي". وزعمت الصحيفة أن الأطفال قتلوا نتيجة تسرب المواد الأولية السامة، بعد تفجير مصنع تابع للمعارضة لتجهيز الصواريخ المحملة بالغازات السامة.


كما ادّعت أن هذه المواد وصلت لقوات المعارضة عبر الحدود التركية، وأن قوات المعارضة بدأت بتحضيرها لاستخدامها ضد قوات النظام القريبة من إدلب.


صحيفة "الأهرام" المصرية تبنت الموقف الرسمي للرئيس عبدالفتاح السيسي، فعنوت أحد مقالاتها بسؤال "من الجاني في هجوم خان شيخون؟"، في محاولة لإظهار نوع من "الحيادية" و"الموضوعية"، في موقف تعد فيه هاتان الصفتان تعبيراً عن موقف لا أخلاقي وتجاهل لمئات الضحايا ومحاولة لتبرئة الجاني.



أما صحيفة "صوت الأمة"، فلم تراعِ أي أخلاقيات إنسانية أو آداب مهنية في تغطيتها الإعلامية للمجزرة، إذ نشرت، أمس الأربعاء، مقالاً لشيريهان المنيري، بعنوان "آخرها خان شيخون... من يدعم الحملات الإعلامية ضد النظام السوري؟"، لتختصر الكاتبة أكثر من مئة قتيل، وتمر فوق جثثهم كلهم، فتتعامى عن مشهدهم، وتسهب في الشرح والتبرير لنظام "بريء" يتعرض لحملات إعلامية متكررة، من قبل ناشطين ومغردين "غير موثوقين"، يستغلون صور وفيديوهات الأطفال "لإثارة مشاعر العالم".





(العربي الجديد)

المساهمون