وركّزت الصحف العالمية في افتتاحيّاتها على "سفالة وفساد بشار الأسد" باستخدامه الأسلحة الكيميائيّة، وموقف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجديد من سورية، واستغلال الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين تلك العوامل في تجديد ترخيص القتل للسوريين، وعلمهم أنهم سيفلتون من العقاب.
ذا غارديان: الأسد يعرف أنه سيفلت من العقاب
في مقالها الافتتاحي، قالت "ذا غارديان" البريطانيّة، إن صور الجرحى والأطفال القتلى أصبحت للأسف واقعاً يومياً في سورية، ولكنّ هجوم الثلاثاء على مناطق سيطرة المعارضة في محافظة إدلب أثار ردود فعل دولية.
وأضافت: "الهجوم استهدف، في ما يبدو، بغاز السارين منطقة لجأ إليها آلاف الهاربين من المعارك، ثم منشآت استشفائية قريبة منها، وأن سفير بريطانيا في الأمم المتحدة وصفه بأنه يحمل جميع علامات النظام السوري".
وتابعت "النظام السوري ينفي ضلوعه في الهجوم، لكن الأدلة المتوفرة، حتى الآن، تؤكد أنه المسؤول عن الهجوم، لأن غاز السارين ليس من السهل إنتاجه. بشار الأسد وافق، في عام 2013، على التخلص من مخزون غاز السارين الذي لديه، تحت التهديد بغارات جوية أميركية، عقب هجوم كيميائي على غوطة دمشق أسفر عن مقتل 1300 شخص".
وأضافت "ذا غارديان" أن "البعض ربط بين الهجوم بالأسلحة الكيميائية الفتاكة والتحوّل في السياسة الأميركية تجاه سورية، إذ قال وزير الخارجية الأميركي، الأسبوع الماضي، إن مستقبل الأسد إنما هو مسألة تخصّ الشعب السوري. كما قالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، إن إسقاط الأسد لم يعد أولوية... هذه التصريحات عززت يقين النظام بأنه يمكن أن يواصل ارتكاب جرائم الحرب، وأنه سيفلت من العقاب. فترامب قال، أثناء حملة الانتخابات الرئاسية، إن مستقبل الأسد بالنسبة له يأتي في الأهمية بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية".
Twitter Post
|
نيويورك تايمز: مستوى جديد من السفالة... حتى لبشار الأسد
تحت عنوان "مستوى جديد من السفالة... حتى لبشار الأسد"، كتب مجلس التحرير في صحيفة "نيويورك تايمز" افتتاحيّة عدد اليوم الأربعاء. وقال فيه "في عالم يبدو منيعاً أمام الرعب في سورية، الصور والفيديوهات من الاعتداء الكيميائي يوم الثلاثاء، والذي قتل العشرات من المدنيين، كان شاهداً على مستوى جديد من الوحشية. أشخاص يلهثون أنفاسهم، ويتحوّل لونهم إلى الأزرق، قتلى مرميّون على الطرقات... كلّهم ضحايا لغارات جويّة لقوات بشار الأسد".
وأضافت الافتتاحية: "كان الاعتداء الكيميائي الأكثر دمويّة في سورية منذ سنوات. علامةٌ جديدة لقائد يملك رصيداً من الوحشيّة منذ 2011، بينما وجّه أسلحته تجاه المتظاهرين السلمييين. اعتداءٌ ثانٍ ضرب، الثلاثاء، مركز رعايةٍ صحيّة للضحايا".
وقالت "نيويورك تايمز" "أصبحت الاعتداءات بغاز الكلورين أمراً روتينياً في شمال سورية، لكنّ العاملين الصحيين وشهودا آخرين عاينوا الأعراض هذه المرة والأعداد الكبيرة للضحايا قالوا إنّ غازات سامّة أخرى ممنوعة تم استخدامها على الأرجح. بالرغم من أن الأسد لا يسيطر على كامل سورية، إلا أنّه ربح الحرب ضدّ معارضيه حتى في صراع منفصل، شُنّ من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى ضدّ "داعش". فلماذا هذا الاعتداء؟ لماذا الآن؟ إنّه يتكلّم عن فسادته وسفالته، وتلك المتعلقة بمساعديه، خصوصاً روسيا وإيران".
وأضافت "يعتقد الأسد أنّه يستطيع العمل والإفلات من العقاب الآن. ففي النهاية، روسيا التي تدخلت عسكرياً في 2015 لتنقذه من الهزيمة أمام المعارضين، استخدمت الفيتو ضدّ قرار أممي كان سيعاقب سورية لاستخدام قنابل مليئة بالكلورين في 2014 و2015. والآن تأتي إدارة ترامب، والتي بيّنت صراحةً أن إزاحة الأسد ليست من أولويّاتها، إنّما قتال "داعش".
Twitter Post
|
وتابعت "الرئيس باراك أوباما، بعد مطالبته برحيل الأسد في 2011، تحوّل إلى نفس وجهة النظر، لكنّه أعاد المحاولات للعمل مع روسيا على حلّ سياسي. أوباما لديه رصيد أيضاً في إدانة وحشيّة الأسد، والمطالبة بمحاكمته هو وحلفائه على جرائم الحرب".
وأكملت الافتتاحية "يوم الثلاثاء، قال ترامب إنّ الاعتداء "غير مقبول"، ولا يمكن التغاضي عنه من قبل العالم المتحضّر. لكنّ وزير الخارجيّة، ريكس تيلرسون، كان أفضل، فدان الأسد بالاسم، وقال إنّه يجب أن يُحاسب، ودعا روسيا وإيران إلى تحمّل المسؤوليّة الأخلاقيّة لتلك الوفيات. لكنّ تلك التعليقات ليس لها تأثير كبير، خصوصاً أنها تأتي بعد أسابيع من تصريحات ترامب النافرة من الدور الأميركي التقليدي كمحفّز لحقوق الإنسان، ومدحه القادة الاستبداديين كفلاديمير بوتين. ترامب لام أوباما أيضاً على الاعتداءات الجديدة، متحدثاً عن "ضعفه وتردده" في وضع خطوط حمراء ضدّ الأسلحة الكيميائية ثم لم يفعل أي شيء. هل نسي ترامب تغريداته في سبتمبر/أيلول 2013 التي طالب فيه أوباما بـ"عدم ضرب سورية؟".
وأضافت الصحيفة "في تصريحه، تجاهل ترامب حقيقة أنّ أوباما عمل مع الروس على صفقة وافق الأسد بموجبها على تفكيك ذخائره الكيميائيّة. ومع أنّ عدداً من المخزون تم تدميره، إلا أنّ محققين دوليين وجدوا أنّ سورية احتفظت ببعض الإمكانيّات. والأهم، أنّ ترامب لم يقُل كيف سيردّ الآن. قد يبدأ مثلاً بدعم قرار قوي مع عقوبات في مجلس الأمن. ونظراً إلى التعاون الوثيق بين الأسد وروسيا، من الصعب تصديق إصرار موسكو على نكران أي دور لها في الغارة. وبغضّ النظر عن ذلك، فإنّ روسيا وإيران متواطئتان في الوحشيّة".
Twitter Post
|
ليبراسيون: إعادة إعمار وهمية ودمار واقعي في سورية
في افتتاحية كتبتها الصحافية السورية هالة قدماني، قالت "ليبراسيون" الفرنسيّة، اليوم الأربعاء: "الصحوة المفاجئة للاستياء الغربي والمشاعر من القتل في سورية الذي لم يتوقّف أبداً، صدمت السوريين".
وتابعت الافتتاحية "إنّه من المتوقع أن تحدث مجزرة مرعبة عندما لا يتحرّك أحد تجاه الذبح اليومي"، هكذا يقول منقذ شاب في إدلب. آخر محافظة خارج سيطرة النظام السوري تقصف كلّ يوم بالطيران. الاعتداءات بالكلورين وُثّقت أكثر من مرة من قبل المنظمات الطبية والمنقذين. حوالى 60 مدنياً قُتلوا خنقاً بعد الاعتداء الكيميائي في خان شيخون، 50 كليومتراً من إدلب، حتى تحرّك العالم".
وأشارت إلى أنّه "عمل حقير"، بحسب وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، والذي دعا إلى عقد اجتماعٍ لمجلس الأمن. كما وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المجزرة بـ"عمل غير إنساني"، وذلك خلال اتصال هاتفي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبدورها، ردت موسكو، بضمان عدم تحمّل المسؤولية في تلك الغارات في المحافظة التي تقصف فيها باستمرار. الإيطاليّة فيديريكا موغريني قالت "اليوم الأخبار فظيعة. بالطبع فإنّ المسؤوليّة على عاتق النظام السوري".
Twitter Post
|
وأضافت قدماني "هذا الاعتداء يأتي في نفس اليوم الذي تعقد فيه الدبلوماسيّة الأوروبيّة مؤتمراً عالمياً في بروكسل لإعادة إعمار سورية. أكثر من 70 دولة ومنظمة دُعيت إلى الاجتماع المثير للجدل".
وأشار أكثر من 80 سورياً ومنظمات عالميّة، قبل ثلاثة أسابيع، إلى أن "أموال الضرائب الأوروبيّة يجب ألا تموّل مشاريع إعماريّة للنظام السوري حتى يتم بدء العمل بانتقال شاملٍ ومستدام للسلطة"، لقد كانت روسيا، في الأسابيع الماضية، تحثّ الأوروبيين ودول الخليج على تمويل إعادة إعمار سورية. إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائل بوغدانوف، لدبلوماسيين أوروبيين: "نحتاج عشرات المليارات من الدولارات، وليس هناك ما يمكن توقّعه من روسيا".
وكثيرًا ما كانت المعونة الاقتصادية بمثابة رافعة للاتحاد الأوروبي، ولا سيما في الأراضي الفلسطينية. باستخدامها للترويج للسلام، هي تجمّد شروط الصراع. فكلّ تلك المليارات من المعونات الاقتصادية لا يمكنها أن تشتري أو تحلّ محل السياسة".
واعتبرت الصحيفة أنّه "لغياب اتحاد الأوروبيين وحزمهم، تمّت إضافة الموقف الجديد لإدارة ترامب. إذ أعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أنّ إزاحة الأسد لم تعد من أولويّاتها. حتى إنّ مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قالت إنّ دولتها تريد العمل مع تركيا وروسيا لإيجاد حلّ سياسي طويل الأمد، أكثر من تركيزها على مصير بشار الأسد"،
مختتمةً بأنّ "كلّ تلك العلامات بمثابة تجديد ترخيصٍ له للقتل".
Twitter Post
|
واشنطن بوست: في عالم ترامب، هل يُسمح بالأسلحة الكيميائيّة... سنكتشف الآن
مجلس التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة لم يختلف عن الصحف الأخرى. وتحت عنوان "في عالم ترامب، هل يُسمح بالأسلحة الكيميائيّة؟ سنكتشف الآن"، قالت الصحيفة إنّه "يمكن أن تكون صدفةً فقط، أنّ أسوأ اعتداء كيميائي في سورية منذ 2013 حصل بعد أيامٍ فقط من إعلان إدارة ترامب أنّها لن تعمل على إزاحة الديكتاتور المشبع بالدماء، بشار الأسد، من السلطة. وكالسيناتور جون ماكين، نحن نشكّ في تلك الاحتماليّة. في الحالتين، سيكون الاعتداء الفظيع الذي وقع، الثلاثاء، على المدينة التي تقع تحت سيطرة المعارضة، إذا ما كان ترامب سيستوعب الجرائم الفاضحة ضدّ الإنسانيّة من قبل نظام الأسد. حتى الآن، العلامات ليست جيّدة".
وقالت الصحيفة "ومع أنّ الحقائق ليست واضحة حتى الآن، إلا أنّ الدلائل الأولى من المكان كانت مشؤومة. فجر الثلاثاء، قامت طيارات النظام بقصف خان شيخون، شمال سورية، بالأسلحة الكيميائيّة، والتي، بحسب فيديوهات، أدت إلى صعوبات في التنفس وخروج رغوة من فم الضحايا. وقالت مصادر سوريّة إنّ 58 شخصاً على الأقل قُتلوا، من ضمنهم 11 طفلاً، ومئات المصابين. والبعض الآخر قُتل بعدما نُفّذت غارة أخرى واستهدفت دار رعايةٍ صحيّة، مكان معالجة المصابين".
Twitter Post
|
وأضافت "تحقيقات الأمم المتحدة وجدت أنّ نظام الأسد ألقى براميل مليئة بغاز الكلورين على المدنيين، في أكثر من مناسبة، منذ 2013، ووافق منذ ذلك الحين على تسليم ذخائره الكيميائيّة والالتزام بقرار يمنع استخدام السلاح الكيميائي. اعتداء الثلاثاء كان أكثر جديّة: المساعدون الصحيّون في المكان وجدوا أنّ العوارض متلازمة مع عوامل مؤثرة على الأعصاب، كالسارين".
وقالت الصحيفة "كان السارين المستخدم في اعتداء قرب دمشق في أغسطس/آب 2013، هو الذي حثّ الرئيس باراك أوباما على اقتراح تدخّل عسكري ضد نظام الأسد، قبل أن يتراجع عنه. وأوباما وصف نفسه لاحقاً كـ"فخور جداً" بقراره، لأنه قاد إلى التدمير المزعوم لأسلحة الأسد الكيميائيّة. اعتداء الثلاثاء أوضح أنّ أوباما فشل في تحقيق ذلك الهدف حتى، بينما انسحابه من المشهد فتح الباب لدمار المعارضة المعتدلة في سورية، ونمو "داعش" والتدخل الروسي في سورية"."واشنطن بوست" أضافت "يأتي اليوم دور ترامب لتقرير إذا ما كان سيقف ضدّ الأسد والإيرانيين والروس. حتى الآن هو يتملّص: في بيان باسمه وُصف الحادث بـ"غير المقبول ولا يمكن تجاهله في العالم المتحضر"، لكنّه تمحور سريعاً على لوم إدارة أوباما لـ"ضعفها وترددها".
وختمت بقولها "الإدارة الجديدة شجبت روسيا والصين في فبراير الماضي عندما منعتا قراراً أممياً تضمّن عقوبات ضدّ سورية لاستخدامها الكلورين. الحكومتان، بحسب مندوبة الولايات المتحدة الأممية، نيكي هايلي "أدارتا وجهيهما عن الرجال والنساء والأطفال الذين اختنقوا عندما ألقت قوات الأسد عازات سامة عليهم. أنكروا الحقائق ووضعوا أصدقاءهم في نظام الأسد كأولويّة ضدّ أمننا العالمي"... فهل سيفعل ذلك ترامب الآن؟".
Twitter Post
|