قطر ترى فرصاً استثمارية في بريطانيا بعد الانفصال

27 مارس 2017
استثمارات قطرية في بريطانيا (فرانس برس)
+ الخط -
قال الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني اليوم الإثنين "إن هناك فرصاً أمام صندوق الثروة السيادي للاستثمار في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي".

وأضاف عبد الله، أن الصندوق ما زال يبحث عن فرص، وأنه حتى بعد الانفصال البريطاني ستكون هناك فرص يمكن أن يسعى الجهاز لاقتناصها.

وكان المسؤول القطري يتحدث اليوم في منتدى الأعمال البريطاني القطري الذي تستضيفه لندن اليوم، وبرمينغهام غداً، بمشاركة 700 مسؤول ورجل أعمال من البلدين.

وحسب مشاركين في المنتدى "تعد قطر من بين أكبر المستثمرين في لندن وتمتلك معالم بارزة مثل ناطحة السحاب شارد ومتجر هارودز والقرية الأولمبية بالإضافة إلى مجموعة فنادق فخمة، كما سعت لتنويع استثماراتها بالمملكة المتحدة في غير العقارات بما في ذلك شراء حصص في شركة التجزئة سينسبري ومطار هيثرو في لندن".

ورداً على سؤال حول القطاعات التي يتطلع لها جهاز قطر للاستثمار في بريطانيا على وجه التحديد، قال عبد الله إن الهدف حالياً التركيز على البنية التحتية، كما إنه سيجري التركيز على الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات.

وفي إطار آخر، قال الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار اليوم الإثنين إن الجهاز سيواصل دعم بورصة لندن، التي يمتلك فيها حصة رئيسية، سواء مضت قدماً في محادثات الاندماج مع البورصة الألمانية أو لم يحدث ذلك.

وصرح الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني على هامش منتدى للاستثمار في لندن "ما زلنا ننتظر رد الجهات القانونية والرقابية على طلب الاندماج ونحن ندعمه، سنواصل دعم بورصة لندن بكل شكل ممكن سواء مضى الاندماج مع البورصة الألمانية قدماً أو لم يحدث".

والأسبوع الماضي قالت أربعة مصادر مطلعة إن المفوضية الأوروبية سترفض الاندماج المقترح قريباً لتقوض خطط تشكيل أكبر بورصة في أوروبا.

علاقات مميزة

وكان رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني قد قال في الكلمة الافتتاحية لمنتدى التجارة والاستثمار القطري البريطاني، إن بريطانيا كانت دائماً وجهة مفضلة للاستثمارات القطرية في المجالات المختلفة خاصة في العقارات، موضحاً أن العاصمة البريطانية لندن هي الوجهة السياحية المفضلة لدولة قطر.

وأوضح أن انعقاد هذا المنتدى يأتي ليؤكد على عمق العلاقات التاريخية الوثيقة بين دولة قطر والمملكة المتحدة في كافة المجالات وعلى مختلف المستويات، سواء الرسمية أو على مستوى الأعمال والأفراد.

وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين لها تاريخ طويل يمتد إلى بدايات مرحلة استكشاف النفط والغاز في منطقة الخليج العربي، حيث ساهمت الشركات البريطانية بدور أساسي ومحوري في تطوير صناعة النفط والغاز في دول المنطقة ومنها دولة قطر، كما تتميز الشركات البريطانية بحضور قوي في مختلف الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك قطاعات الصناعة والتجارة والسياحة والخدمات المالية.

ونوَّه المسؤول القطري البارز بأن المنتدى يأتي في توقيت هام للغاية، في ظل ما يشهده البلدان من مرحلة جديدة من عملية التطور المستمر والتي توفر فرصة هامة لتوثيق العلاقات المتميزة بين دولة قطر والمملكة المتحدة من خلال فتح آفاق أرحب للاستثمارات المتبادلة على المستوى الحكومي أو القطاع الخاص.

وقال إن "المملكة المتحدة تسعى إلى تنمية علاقاتها الاستراتيجية وتعزيز تعاونها في كافة المجالات، فنحن في دولة قطر، ندخل في مرحلة مهمة من تنفيذ الاستراتيجيات والبرامج والمشاريع وفقاً لرؤية قطر 2030، حيث انتهينا من تنفيذ المرحلة الأولى من استراتيجية التنمية الوطنية 2011 - 2016، ونحن بصدد تطبيق المرحلة الثانية التي تمتد من 2017 إلى 2022، وهو ما سيؤدي إلى بناء مستقبل جديد لدولة قطر يركز بعيداً عن المصادر الطبيعية لتحقيق اقتصاد متنوع يعتمد على المعرفة".

وأوضح أن من أهم أهداف قطر حالياً التحول إلى مركز عالمي للصناعات القائمة على المعرفة والابتكار، وكذلك توسيع شراكتنا في مجالات التعليم والصحة والرياضة والأمن، وهي مجالات تعتبر المملكة المتحدة رائدة عالمية فيها ونتطلع للتعاون مع المملكة المتحدة والشركات البريطانية لتحقيق أهدافنا في تعزيز وتنويع الاقتصاد القطري.


دعم الصادرات

وخلال المنتدى، قال وزير الدولة البريطاني للتجارة الدولية "ليام فوكس" أن بلاده ستزيد حجم تمويل الصادرات المتاحة لدعم التجارة مع قطر إلى الضعف لتصل إلى 4.5 مليارات جنيه استرليني.

وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، قال الوزير البريطاني أن هذا المنتدى مهم ومفيد جداً لتعميق العلاقات التجارية بين بريطانيا وقطر ونقلها إلى مستوى استراتيجي.

وأشار إلى أن بلاده تسعى إلى تعزيز حجم الصادرات في الناتج المحلي الإجمالي من ما نسبته 27% حيث أن 11% من الشركات البريطانية تصدر للخارج، مشيراً إلى أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي تسعى إلى زيادة الصادرات، وأن هذا المنتدى سيشكل فرصة لزيادة الصادرات إلى قطر وربط الأعمال التجارية ورجال الأعمال في البلدين لتكامل الخبرات واستثمار الفرص التجارية المتاحة بين البلدين.

وأشاد الوزير البريطاني بما حققته قطر من إنجازات على مستوى مشاريع البنية التحتية ومختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى، وقد وفر الموقع الاستراتيجي لدولة قطر بين آسيا وأوروبا فرصاً يمكن للجانبين استغلالها بكفاءة من قبل قطاعات الأعمال والاستثمار في البلدين.

وأضاف فوكس قائلاً "نحن في الحكومة البريطانية نرى بوضوح أهمية بناء بريطانيا أقوى وأكثر عدالة بعد بريكست حيث تتوزع الثروات والفرص على كامل شرائح المجتمع ومناطق بريطانيا ولا تقتصر على لندن"، مشيراً إلى أن استضافة هذا المنتدى في لندن وبيرمنغهام يعكس هذا التوجه.

وشدد في تصريحاته الخاصة على أن انفتاح الاقتصاد البريطاني وتحرير التجارة سيعمل على تعزيز بيئة الأعمال والاستثمار على المدى البعيد.
 
وذكر الوزير فوكس أمام المنتدى، أن قطاع الأعمال القطري أمامه فرص للاستفادة من الخبرات والبحوث المتوفرة لدى قطاع الأعمال البريطاني، وقال إن هذا المنتدى يفتح آفاقاً جديدة للشراكات بين البلدين.

استثمارات إضافية

من جانبه قال وزير المالية القطري علي شريف العمادي إن قطر وبريطانيا لديهما تاريخ من العلاقات والشراكات الاقتصادية المثمرة، وسوف نعزز هذه الشراكات مع بريطانيا التي تؤسس لنفسها دوراً جديداً في العالم.

وقال العمادي إن بلاده تتوفر على بنية مالية قوية وتعد من أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة.
وأضاف أن قطر تخطط لتأسيس اقتصاد معرفي كفؤ ومتسارع، وأن ذلك يوفر للشركات البريطانية فرص أعمال عديدة ومتنوعة.

وأكد العمادي أن قطر تخطط لزيادة استثماراتها في المملكة المتحدة وهو ما يعني خلق فرص عمل جديدة.

من جانبه دعا رئيس رجال الأعمال القطريين الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني إلى تعاون وثيق بين الشركات البريطانية والقطرية، والدخول في شراكات تجارية تحقق أهداف النمو بالنسبة لبريطانيا وأهداف "رؤية قطر 2030" للتنمية المستدامة التي تركز على تحقيق أهداف تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط والغاز، مع التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.



المساهمون