في أكبر تظاهرة استثمارية قطرية في بريطانيا يبدأ منتدى الاستثمار القطري البريطاني يومه الثاني في مدينة بيرمنغهام شمالي لندن، والتي وصفتها رئيسة الوزراء البريطانية في خطابها أمام المنتدى أمس بأنها حاضنة الصناعة في إنكلترا وأنها تدخل في صميم استراتيجية خطة إعادة بناء الصناعة في عهدها.
وتم اختيار بيرمنغهام من قبل قطر لهذا المنتدى الضخم، لأنها ثاني أكبر مدينة في بريطانيا، حيث يفوق عدد سكانها 1.1 مليون نسمة، وهي مدينة تقع غربي مقاطعة ميدلاند على بعد ساعتين بالسيارة من لندن.
واشتهرت هذه المدينة التي تعج بالحياة، بأنها عاصمة الصناعة في إنكلترا منذ القرن الثامن عشر ولا تزال تحتفظ بهذا اللقب.
وتأخذ المدينة حيزاً كبيراً من اهتمام حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في منظورها الجديد للتنمية المتوازية في أعقاب استفتاء "بريكست" الذي عكس إلى حد بعيد تأثير التركيز الحكومي في الاستثمار على العاصمة، وتجاهل الأقاليم.
وتوجد في بيرمنغهام جالية إسلامية كبيرة تقدر بحوالي 230 ألفاً، حسب إحصائيات رسمية.
وقد عُرف عن المستثمرين القطريين قدرتهم على تغيير مراكز المدن وتحديثها، فقد سبق لهم أن نفذوا مشروعاً ناجحاً في العاصمة الأميركية واشنطن، وتمكنوا عبر استثمار مليار دولار من تحديث وسط المدينة أو ما يعرف بـ"داون تاون واشنطن"، من تحويل مساحات من الأراضي كانت تملأها الفوضى إلى مبان تجارية وسكنية راقية، بما في ذلك الفنادق والمطاعم ومراكز الترفيه، وتحقيق عائد معقول من استثماراتهم.
وتعد مدينة بيرمنغهام وجهة استثمارية مغرية تعج بالفرص، إذ يتشكل نصف سكانها من الشباب بين سن 15 و30 عاماً.
وترى مجموعة من الشركات في المعرض أن تحديث وسط المدينة هو من المشاريع التي عرضتها بلدية بيرمنغهام أمس على المستثمرين القطريين في المنتدى.
وتقول وزارة التجارة الدولية البريطانية التي تشرف وترتب لهذا المنتدى، إن اختيار بيرمنغهام دون غيرها من المدن البريطانية، جاء بسبب الفرص الاستثمارية الضخمة المتوفرة في المدينة بالنسبة للمستثمرين القطريين والعدد الكبير من الأعمال التجارية في المدينة، حيث يوجد بها أكبر تجمع للشركات البريطانية والعالمية خارج العاصمة لندن. وتوجد فيها حوالى 112 ألف شركة، من بينها ألفا شركة عالمية، ولكن الحضور لم يكن مقتصراً على الشركات ورجال الأعمال من المدينة فقط.
وعرضت مدينة بيرمنغهام مجموعة من الفرص الاستثمارية أمام المستثمرين القطريين في المعرض الذي صاحب المنتدى في يومه الثاني، كما ركزت الشركات البريطانية في بيرمنغهام على تقديم خدماتها التقنية للشركات القطرية.
ووفر المنتدى منصة لتبادل الأفكار والآراء، خاصة على صعيد مساهمة الخبرات البريطانية في رؤية قطر 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2020.
ومن بين الشركات التي لديها مقار في بيرمنغهام، مؤسسات مالية كبرى مثل مصرف "دويتشه بانك" الألماني ومصرف "إتش إس بي سي" البريطاني وشركات جاغوار ولاندروفر وإكسترا إنيرجي.