ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم السبت، أن التحذيرات التي سبق للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أطلقها بخصوص وجود قوى ظلامية تشتغل ضد الديمقراطية وضد حكومته، ومتأمرين من الخارج، وحتى "تحالف صليبي"، تحققت أمس على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة بتركيا.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن أردوغان، الذي يعد القائد الأبرز في تاريخ الجمهورية بعد مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك، مهووس بما جرى في مصر، منذ ثلاثة أعوام حينما تم الانقلاب على أول رئيس منتخب بطريقة شرعية، محمد مرسي، واعتقال أنصاره، وممارسة قمع شديد بحق جماعة الإخوان المسلمين، ليتم فرض نظام عبد الفتاح السيسي على المصريين.
وذكرت الصحيفة أن صدى ما جرى في مصر أصبح مهما الآن، بعدما استطاعت تركيا إفشال المحاولة الانقلابية ضد حكم أردوغان.
وبحسب المصدر ذاته فإن "المتورطين في التخطيط للانقلاب وتنفيذه لم تكتمل فرحتهم بتحقيق سيناريو على الطريقة المصرية، وذلك بعدما احتشدت أكبر أحزاب المعارضة التركية خلف الحكومة المنتخبة، رغم اختلافاتها السياسية. نفس الدعم لاقاه أردوغان وحزب العدالة والتنمية من الشارع التركي، الذي خرج بأعداد غفيرة رفضا للانقلاب".
من جهة أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن أردوغان وأعضاء من الحكومة كانوا في تصريحات سابقة، صبوا جام غضبهم على حركة فتح الله غولن، الداعية المقيم بالولايات المتحدة الأميركية. وبحسب الصحيفة فإن أنصار غولن، الذين كانوا سابقا أصدقاء لأردوغان، سعوا إلى إضعاف الحكومة وذلك من خلال عملاء لهم داخل مختلف مؤسسات الدولة.
وبالنسبة للملاحظين الأجانب، تقول الصحيفة، إن: "ارتياب أردوغان من حركة غولن كان يبدو على أنه يدخل في باب الحسابات السياسية المدروسة، في محاولة لاستمالة الأتراك المحافظين والقوميين إلى صفه. لكن يبدو أن أردوغان كان الأقرب إلى الصواب بعد الانقلاب الفاشل".
إلى ذلك، أبرزت الصحيفة أن تركيا لها تاريخ حافل بالانقلابات العسكرية، بعدما تدخل ضباط الجيش لاسقاط الحكومات في 1960، و1971، و1980. نفس الأمر حصل في 1997 وإن بشكل مختلف، حينما فرض العساكر "توجهاتهم" في 1997 ليشنوا ما يعرف بالانقلاب الناعم.
وأضافت "واشنطن بوست" أنه منذ وصول أردوغان للحكم وحزب العدالة والتنمية في 2002، بدا أن عهد الانقلابات العسكرية ولى إلى غير رجعة بتركيا. ففي فترة حكم أردوغان استطاعت البلاد دخول مرحلة الحكم المدني المتواصل والمستقر، وتم إجراء الانتخابات واحترام نتائجها، دون جلبة. وبدا كذلك أنه تم طرد شبح الدولة العميقة.