أدانت مجموعة من علماء الأمة الإسلامية، خلال مؤتمر صحافي في جامع السلطان أحمد بإسطنبول، مساء أمس الخميس، محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، مؤكدين أن "محاولة الانقلاب العسكري أو فرض الاستبداد على الشعوب بقوة السلاح محرم، وفقا للقرآن الكريم والسنة النبوية".
وثمن الأمين العام للاتحاد، علي القرة داغي، في البيان الذي تلاه، دور الحكومة التركية، والأحزاب السياسية في إفشال محاولة الانقلاب، ودعا الشعب التركي إلى الوقوف إلى جانب الحكومة، ورفض أي صوت يدعو للتحالف مع الانقلاب.
وأشاد القرة داغي، بدور المساجد البارز فى مواجهه الانقلاب العسكري، موجهًا تحية لرئاسة الشؤون الدينية التركية التى أعادت دور المساجد في دعم الشعب لمواجهة التحديات، واستنكر ازدواجية بعض الدول تجاه ما حدث فى تركيا، إذ غضت الطرف عن المحاولة الانقلابية، وأدانت تحركات الحكومة التركية على ممارساتها الطبيعية في التصدي للانقلابيين.
وكان دور الدين ظاهرا في التصدي للانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا قبل أسبوع، وسط حديث متداول عن أن "إسلاميين انقلبوا على إسلاميين، ولم يكن للعلمانيين دور"، في إشارة إلى ما رشح عن التحقيقات التي رجحت ضلوع "التيار الموازي" التابع للداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن.
ومنذ ساعات الانقلاب الأولى، كان لمآذن الجوامع الدور الأبرز في التصدي للدبابات والمدافع، بعد أن صدحت بالتكبير ودعت الأتراك للنزول إلى الشوارع ومواجهة الانقلاب على الديمقراطية.
وتميّز أداء المساجد التركية خلال الأسبوع الجاري، حيث أقيمت حلقات لقراءة القرآن والصلوات على أرواح ضحايا الانقلاب من الجيش والشرطة والشعب، وظهر مسؤولين كبار بالدولة في الجوامع خلال الصلاة على جثامين القتلى، وحضر مشاهير أتراك تلك الصلوات.
ووضّح رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورميز، أنّ 85 ألف مسجد في عموم تركيا، قرئ فيها يوم السبت الماضي القرآن وأقيمت الصلوات على أرواح الشهداء.
ومن حول العالم وصلت رسائل الدعم والتهنئة إلى تركيا، حيث أرسل الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة تضامن وتأييد للرئيس التركي هنأه فيها بفشل المحاولة اليائسة وقال فيها: "الله معك وشعوب العرب والمسلمين معك، وكل الأحرار في العالم معك، ونحن علماء الأمة الإسلامية في المشارق والمغارب معك"، مضيفا "لأنك مع الحق ضد الباطل، ومع العدل ضد الظلم، ومع الشعوب ضد المستبدين".
وقال الداعية عبدالعزيز الفوزان، أستاذ الفقه المقارن بمعهد القضاء العالي بالسعودية، إن فشل المحاولة الانقلابية في تركيا "نعمة عظيمة"، وفي تغريدة على "تويتر"، أضاف: "اللهم إنا نبرأ إليك ممافعله التنظيم الموازي فتح الله غولن بتركيا فقد خدموا أعداءهم وخانوا دينهم ووطنهم وظلموا أنفسهم وأبطلوا جهودهم وجهادهم".
وكتب الداعية السعودي الشهير، سلمان العودة، على تويتر: "دعواتكم بحفظ تركيا من المكر العالمي والصهيوني ومن المتآمرين داخلها لقد أصبح وجود تركيا القوية الآمنة النامية المحافظة على هويتها مقلقاً للأعداء".
Twitter Post
|
وعلى "تويتر" أيضا، كتب الداعية السعودي، محمد العريفي: "اللهم أنزل أمنك وأمانك وحفظك وحمايتك لأهلنا في تركيا، اللهم من أرادهم بسوء أو اضطراب فأبطل كيده، وافضح أمره، واجعل دائرة السَّوء عليه".
وكتب القيادي الإخواني الأردني، زكي بني ارشيد، على "فيسبوك": "من ابتهج بالانقلاب في تركيا انقلب إليه بصره وهو حسير. الانقلاب فشل، وحسرة في نفوس المتآمرين".
وأدان الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية في الأردن، مروان الفاعوري، المحاولة الفاشلة. مؤكدا تضامن المنتدى مع الشعب التركي وخياره الديمقراطي الذي أثبت تكاتفه مع حكومته ضد الإرهاب.
وقال المفكر المغربي، المقرئ أبو زيد، لوكالة لأناضول، إن نجاح تركيا في إفشال محالة الانقلاب أعطى دفعة للدول العربية والإسلامية بعد موجة الخريف العربي والارتداد على حركة التحرر ومطالب الكرامة التي تطالب بها.
واعتبر أن "تركيا دخلت إلى مصاف الدول المحصنة ضد الانقلابات بعد فشل الانقلاب الأخير، وبذلك تعتبر أول دولة إسلامية في العصر الحديث تتمكن من دخول مصاف الدول التي لا يمكن أن ينجح فيها الانقلاب".
وأشاد مغني الراب الملتزم، عبد القادر الإرتيستو، بما سمّاها الملحمة الشعبية، وكتب على "فيسبوك": "الشعب الذي لبى نداء رئيسه بمجرد مكالمة في ليلة الكرامة يستحق الاحترام والإشادة. سيكتب التاريخ أن رئيسا أفشل انقلابا باتصال هاتفي، وأن شعبا توجه إلى الشوارع والمساجد تلبية لنداء رئيسه".
ومن السودان، هنأ الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة، في رسالة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على "دحر" المحاولة الانقلابية.
واستيقظ سكان العاصمة التركية أمس الخميس، على صوت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وهو يؤذن لصلاة الفجر، بجامع "بيش تابه" ضمن التجمع الرئاسي بأنقرة، في سابقة اعتبرها مراقبون لمنح مزيد من الطمأنة ونشر السكينة بقلوب الشعب التركي، خاصة أن أذان الرئيس جاء بعد ساعات من فرض حالة الطوارئ بالبلاد لمدة ثلاثة أشهر.