"كابوس" اعتداء هاناو يهز ألمانيا: هل بدأ مخطط "النواة الصلبة" ضد المهاجرين؟

5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
20 فبراير 2020
6379871C-2974-42FF-975F-FDD586DF2D43
+ الخط -

مع تكشّف حصيلة ضحايا اعتداء هاناو، بمقتل تسعة شبان ألمان، أغلبهم من أصول كردية، والعثور على منفّذ الاعتداء جثة هامدة في منزله وبجانبه جثة أخرى، تزداد المخاوف من ارتدادات الجريمة، لا سيما إذا ما ثبّت ارتباطها بالخلية النازية "النواة الصلبة" التي اعتقلت الشرطة 12 من أفرادها قبل أيام.

ويُثبت الاعتداء الدموي الذي تعرّض له مقهيان للنرجيلة في مدينة هاناو بمقاطعة إيسن في غرب ألمانيا، صحّة الفرضيات التي تقول إن دوافع الهجوم ليست بعيدة عن البيئة اليمينية المتطرفة في الحركة النازية الجديدة، وإن ظلت وسائل الإعلام المحلية الألمانية تتعامل معها، في الساعات الماضية، على أنها جريمة "ربما تكون دوافعها كراهية الأجانب".

وبحسب ما يرشَح من تقارير الشرطة الألمانية، فإنّ منفّذ الاعتداء قطع الشك باليقين في انتمائه المتطرف بـ"ترك رسالة وشريط فيديو يعترف فيهما بمسؤوليته ودوافعه".

ووفقاً لما تذهب إليه مصادر ألمانية تحدثت إلى "دير شبيغل"، فإنّ رسالة المهاجم توبياس. ر، أصبحت في عهدة المدعي العام. وبسبب طبيعة الجريمة، فإنّ الشرطة الاتحادية والاستخبارات الألمانية تقومان بتولي التحقيقات.

ورغم عدم اتضاح دوافع المنفّذ، فإنه يتم الربط بين الاعتداء والبيئة النازية، بعدما اعتقلت الاستخبارات الألمانية 12 عضواً في خلية "النواة الصلبة" قبل أيام، بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية تستهدف ساسة ألمانيين ومواطنين من أصول مهاجرة.

وذكرت الشرطة الألمانية أنه "حتى اللحظة لا يمكن القول إنّ هناك متورطين آخرين في الاعتداء، وطالبت الشرطة شهود العيان بالتقدم بإفاداتهم لكشف بعض الغموض الذي يكتنف طبيعة الاعتداء ومنفذه".

"كابوس إيسن"

وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء، قام الألماني توبياس. ر، الحاصل على رخصة صيد، بالتوجه إلى مقهى "ميدنايت"، مطلقاً النار بشكل عشوائي على مرتاديه، ليسقط 3 قتلى على الفور ويصاب آخرون، قبل أن يتوجه إلى مقهى وحانة "أرينا" غرب مدينة هاناو في إيسن، على بعد 20 كيلومتراً إلى الشرق من فرانكفورت، ليستكمل ما وصفته الصحافة بـ"كابوس إيسن"، مطلقاً النار على الزبائن الدائمين، بحسب ما يقول مالك المقهى لصحيفة "بيلد زايتونغ"، صباح اليوم الخميس.

وأعلنت الشرطة الاتحادية في مقاطعة إيسن لاحقاً أنها وجدت جثتين في شقة منفّذ الاعتداء، و"من دون شك تعود إحداهما لمرتكب الجريمة".

"النواة الصلبة"

وعلى وقع هذه الجريمة التي يبدو أنّ معظم ضحاياها الـ9 هم من الألمان-الأكراد، ووجود عدد من الجرحى حالة بعضهم حرجة، استيقظت ألمانيا على ما وصفته صحافتها بـ"كابوس وكارثة جديدين"، ولا يستبعد أن تكون دوافعها سياسية متطرفة، في إشارة إلى توالي حوادث القتل التي شهدتها البلاد خلال الأعوام الماضية.

ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهدت مدينة هاله في شرق ألمانيا، اعتداء مسلحاً على معبد يهودي، وترك المهاجم في المكان "مانيفست" (بيان/إعلان) حول دوافعه اليمنية المتطرفة. وعند فشله في اقتحام المعبد، قام المهاجم بقتل شخص في مطعم كباب.

وفي صيف العام الماضي 2019، قُتل السياسي الألماني فالتر لوبكه، على خلفية مواقفه من استقبال ألمانيا للاجئين، بعدما اعتبره اليمين المتطرف يستحق القتل.

وفي 2016، شهدت برلين اعتداء بسيارة شحن على سوق عيد ميلاد، وتبنّى تنظيم "داعش" الإرهابي الاعتداء آنذاك.



ومنذ ذلك العام، أعلنت الشرطة الاتحادية أنها أحبطت عدداً من الهجمات الإرهابية قبل وقوعها.

وتم تنفيذ آخر حملة أمنية، قبل أقل من أسبوع، ضد جماعة نازية هي "النواة الصلبة"، حيث اعتقلت الشرطة 12 شخصاً؛ بينهم شرطي، خططوا لهجمات إرهابية في ألمانيا بقصد افتعال حرب أهلية، وهو ما أعلنت عنه المخابرات الألمانية بعد أن اخترق عميل لها تلك المجموعة.

وشهدت السنوات الأخيرة تزايداً في عدد المجموعات اليمنية المتطرفة، واتجهت أكثر نحو تهديد الساسة الألمان.

"سيناريو مرعب"

وتزامناً مع مخاوف أن يكون الاعتداء الأخير، ليلة أمس الأربعاء، على صلة بالخلية التي جرى توقيفها نهاية الأسبوع الماضي، وجّهت الشرطة الألمانية، من على صفحتها الرسمية على "تويتر"، المواطنين بـ"التوقف عن نشر الشائعات".

وتخشى المستويات الأمنية والسياسية أن تساهم الشائعات "التي لا ندري مصدرها"، بحسب ما تقول، في تحقيق أهداف المجموعة النازية التي تم اعتقالها، من خلال افتعال هزات في الشارع الألماني وصولاً إلى احتراب أهلي.

وتأتي هذه الخشية نتيجة وجود أطراف في المقابل من البيئة المهاجرة، خصوصاً إذا ما صح أنّ معظم الضحايا من اليافعين الأكراد، تسعى للانتقام، وهي التي ينتشر السلاح في أوساطها.

ودفعت الجريمة بعض السياسيين للتعبير عن مواقف تحذّر من "سيناريو مرعب لنا جميعاً"، كما قالت السياسية المحافظة من "الحزب المسيحي الديمقراطي"، والممثلة لهاناو في البرلمان الاتحادي، كاتيا لايكرت.

من جهته، ذهب رئيس بلدية هاناو من "الحزب الاجتماعي الديمقراطي" كلاوس كامينسكي، إلى وصف ما جرى في مدينته بـ"ليلة لا يمكن أن تتخيل أسوأ منها"، وفقاً لما نقلت عنه صحيفة "بيلد زايتونغ".

دلالات

ذات صلة

الصورة
المصورة الوثائقية الألمانية ــ الإيرانية شيرين عابدي/ فيسبوك

منوعات

واجهت المصورة الوثائقية الألمانية ــ الإيرانية شيرين عابدي موجة انتقادات بعد قولها عبارة "فلسطين حرة" أثناء تسلمها جائزة الجمعية الألمانية للتصوير
الصورة
وزيرة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحافي، 23 يوليو 2024 (فرانس برس)

سياسة

دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إلى فتح تحقيق ضد وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة