بينالتي

فجأة، أطبق عليّ التفاؤل بمشاركة مميزة للمنتخب المغربي في مونديال قطر 2022. انقلبت توقعاتي رأساً على عقب من متشائم أشد ما يكون التشاؤم، إلى متفائل فور إعلان المدرب وليد الركراكي تشكيلته المونديالية

جاء فوز المملكة العربية السعودية في كأس العالم 2022 على منتخب الأرجنتين، ليثبت للمرّة الأولى أنّ المستحيل ليس عربياً، حيث كانت صافرة نهاية المباراة نهاية لخيبات متباعدة للعرب في هذه اللعبة، وغيرها من خيبات عروبتنا.

شنّ الإعلام الغربي، وتحديداً البريطاني، حملة ممنهجة وغير مسبوقة على تنظيم دولة قطر كأس العالم، ساق فيها مجموعة من الاتهامات المضلّلة التي حاول عبرها تبرير حملته، وذلك في الوقت الذي تصدّر فيه الغرب قائمة الانتهازيين الذين يقايضون حقوق الإنسان بالمصالح

لم تكن قطر وهي تنظّم كأس العالم 2022 مبهورة بالطراز الغربي، وإنما انحازت إلى هويتها بالعقال والغترة، واستادها الأكبر خيمة، وتقدم الجمَل حفل افتتاحها، لتفخر بماضيها وتعتز به، على عكس ما أراد الأوروبيون الذين تفاجأوا من قدرة قطر على إعداد تنظيم ممتاز..

تتعدد مشاركات المنتخب التونسي في كأس العالم لكرة القدم، ولكنها للأمانة لم تكن في مستوى ما ينتظره جمهور تونسي شغوف بالكرة إلى درجة كبيرة، ويمكن القول إنها كانت مخيبة للآمال، خصوصاً إذا قورنت بأول مشاركة تونسية بالمونديال، في الأرجنتين عام 1978

(Photo by Ian MacNicol/Getty Images)/// (Photo by Jean Catuffe/Getty Images)

تعجز السطور عن وصف ما حدث هذه الأيام في عالم المستديرة المجنونة، الراية العربية ترفرف بقوة في السماء بعد ما قدّمه أولاً المنتخب السعودي الشقيق، وكذلك المنتخب التونسي الشقيق.

شهد مونديال قطر سلسلة استراتيجيات صديقة للبيئة، بهدف الحدّ من التلوث من جهة وتخفيض نسبة الملوثات من جهة أخرى، في محاولة تهدف إلى لفت الانتباه إلى مسألة حماية البيئة عالمياً، وتدعو بنفس الوقت لأن تكون جميع الأحداث القادمة، صديقة للبيئة أيضاً.

جسدت لوحة لتعارفوا التي قدمت في افتتاح كأس العالم في قطر 2022 بين المبدع القطري غانم المفتاح والنجم العالمي مورغان فريمان، تجسيدا حيا لحوار عالمي قائم على الاحترام والمساواة في دعوة أطلقتها قطر ليلتقي الناس على الحب والخير، مهما اختلفت عقائدهم وتنوعت

GettyImages-1442794228.jpg

كلنا صار يعرف أن كرة القدم الحديثة بالخصوص لم تعد مجرد لعبة تتقاذفها الأرجل، بل تحولت إلى سياسة وتجارة ومال واقتصاد، وعلم وثقافة وحضارة، ترفع المعنويات مثلما فعل المنظمون لحفل افتتاح مونديال قطر..

ليل وقمر وأدوار شاي وعنب وكيزان الذرة المشوية "زرع بدري"، وفي الليلة الموعودة في صيف 1978، اجتمع الفتيان حسام رمضان، نجمنا الذي فضل اللعب في مراكز الشباب ودوراتها الصيفية، على أن يكون لاعبا في الأهلي