عندما تجرأ علوش، وأعلن يوماً عن البدء بقصف دمشق، رداً على قصف الغوطة، عملاً بمبدأ توازن الرعب بين الطرفين، أصبح وضع النظام حرجاً في العاصمة خلال أيام، فقصف المدينة جعل مؤيدين وشبيحة يثورون، ويشككون بقدرات نظامهم الأسدي على الدفاع عنهم.
هناك المئات من الرياضيين الأحرار مازالوا قابعين في سجون الأسد، ألم يحن بعد الوقت للتحرك لأجل هؤلاء الرياضيين الذين يسطرون أبرز البطولات في معتقلات الأسد ليتوجوا بكأس عالمي من الصبر والثبات؟ ما يعد أهم وأثمن من أي بطولة عالمية اليوم.
أين هي أسماء الأسد اليوم من حادثة غرق الطفل السوري، والذي اهتز العالم بأسره له، فلم نسمع منها كلمة واحدة تعبر عن حزنها وألمها بشأنه. ربما السيدة الأولى (الأخيرة) غير متفرغه لهذا الموضوع، أو لم تعلم بالقصة من أصلها.
بسبب استمرار تعنت علوش، وضعفه في فك الحصار عن الغوطة، قد نرى، في الأيام المقبلة، تناحرات وخلافات كبيرة بين الفصائل العسكرية أولاً، وبين المدنيين ثانياً، بدليل أننا بدأنا نرى اليوم مؤيدي علوش يتجهون بنسق مؤيدي الأسد نفسه، بالتشبيح والتخوين.
لا تزال تقدم لنا عروضاً عسكرية للمشاهدة فقط، وكلاماً سياسياً معسولاً وديمقراطياً للحصول على السلطة التي تريدها. فلا عجب أن نراك، بعد فترة، حليق الذقن ناعم البشرة، لترضي الأميركيين قبل غيرهم.
لن نطيل الحديث، ولكن، اعلم أن من ينتصر أخيراً، ومن سيبقى أخيراً، ليس جيش الفتح أو جيش الإسلام أو جيش الجنوب أو جيش الشمال أو جبهة النصرة، مع الإحترام والتقدير لتضحيات عناصرهم السوريين الشرفاء.
أسأل الجولاني: من هو أيمن الظواهري، لكي تأخذ منه الأوامر والتوجيهات؟ وماذا يمثل هذا "الأيمن" للثورة السورية وللشعب السوري؟ وماذا يعرف أصلاً عن الثورة، ومطالب الشعب السوري؟
الحلقات المحيطة بالنظام السوري تملك مخزوناً من المعلومات الخطيرة حول جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية المتورطة فيها تجاه الشعب السوري، والتي جرت بموجب أوامر مباشرة من الرئيس ودائرته، فضلاً عن الجرائم الخارجية التي تورط بها النظام.
يبدو أن نظام بشار الأسد قد شعر أن عليه اتخاذ آخر خطواته الإجرامية في عملية تنويع قتل السوريين، فبعدما قصف الشعب السوري بالسلاح الكيماوي، سحبت المنظمة ذلك السلاح المحرم دولياً، ليلجأ بعدها إلى سلاح الكلور، ثم البراميل المتفجرة والصواريخ.
شهدت مدينة إدلب تحريراً تاريخياً بفضل جهود أبنائها، الذين تركوها منذ أكثر من أربعة أعوام، ودخلوها دخول الفاتحين بعزة وإباء، ونظفوها تماماً من آل الأسد وشبيحتهم ولجانهم الشعبية وجيشهم.