برسم الجولاني أيضاً

14 يونيو 2015
+ الخط -
لم يكد حبر مقالي المنشور في "العربي الجديد" حول ولاء أبو محمد الجولاني، قائد جبهة النصرة، لتنظيم القاعدة وزعيمه المدعو أيمن الظواهري، يجف، حتى فوجئنا بمجموعة تنتمي لجبهة النصرة، بقيادة تونسي، تقتحم قرية قلب لوزة ذات الأغلبية الدرزية في ريف إدلب المحرر، بغرض القبض على أحد مواطني القرية، بحجة تعاونه مع النظام السوري المطرود من محافظة إدلب، أو كما قال بعضهم بغرض تجنيد الشبان في تلك القرية في صفوف "النصرة". وأدى هذا العمل إلى مقتل أكثر من 20 مواطنا من أهل القرية، بينهم نساء وأطفال، بعدما فتح أفراد المجموعة النار عشوائيا على أهل القرية المتجمعين.
هذا ما حذرنا منه يا سيد الجولاني.
أرأيت نتيجة ولائك لمن لا يعرف عن الواقع السوري شيئاً، ويريد أن يدير هذا الواقع من جحره البعيد آلاف الأميال عن الأرض السورية. أرأيت نتيجة اعتمادك على الغرباء في قيادة مجموعاتك المقاتلة، من أمثال ذلك التونسي السفيه والمجرم. ألم تتعهد، يا سيد الجولاني، في مقابلتك الشهيرة على قناة الجزيرة بحماية السكان المدنيين في الأراضي المحررة من أي إعتداء على الأرواح والأعراض والأموال، وخصوصاً المناطق التي تقطنها الأقليات؟ ألم تتجنبوا أنتم، في جيش الفتح، دخول قريتي الفوعة وكفريا ذات الأغلبية الشيعية، منعا لحصول مجازر وأعمال إنتقام أنتم في غنى عنها؟
ألا تكفي جبهة النصرة تلك "السمعة الحسنة" بإعلان ولائها لتنظيم القاعدة، وإدراجها في قوائم المنظمات الإرهابية، بدل أن تكون حركة تحرير شعب من احتلال أسدي، هو من يجب أن يوصم بالإرهاب؟ هل أدى الخلاف والغيرة والحسد بين داعش والنصرة على التنافس في التطرف والتكفير وارتكاب المجازر؟ هل تريدون في جبهة النصرة إعطاء نظام الأسد وداعميه هدايا مجانية في وصف الثورة والثوار بالإرهاب والإجرام، وجعل المواطنين السوريين يفضلون بقاء نظام الأسد على أن يحكمهم مجرمو البغدادي والظواهري والتونسي والجولاني؟ أهذه هي نصائح أيمن الظواهري وإرشاداته وأوامره لكم؟
لن نطيل الحديث، ولكن، اعلم أن من ينتصر أخيراً، ومن سيبقى أخيراً، ليس جيش الفتح أو جيش الإسلام أو جيش الجنوب أو جيش الشمال أو جبهة النصرة، مع الإحترام والتقدير لتضحيات عناصرهم السوريين الشرفاء. إنما من سينتصر، أخيراً، ومن سوف يبقى أخيراً هو الشعب السوري الأبي، بكل طوائفه ومذاهبه ومكوناته، وعندها لن يرحم هذا الشعب من قتله، وسوف يرمي به إلى غياهب المذلة والنسيان. تماما كما رمى حكام آل الأسد إلى مزبلة التاريخ.
avata
avata
رائد الجندي (سورية)
رائد الجندي (سورية)