لم أكن أدري أن صوت جرة الغاز صار أعذب من صوت فيروز وأم كلثوم وأبو بكر سالم، فجميعهم لا يمكن أن يثيروا فينا المشاعر، ويحرّكوا فينا الحنين إلى الماضي الجميل، كما يحركه صوت عبوة الغاز حين تتدحرج في الشارع.
عندما تعجز عن كتابة مقال، وتحاول كسر هذا العجز والتبلد، فالأمر أشبه بمحاولة خوض معركة عبثية، تدرك جيدا نتيجتها، وأنك الخاسر الوحيد فيها، ولكنك تحاول لكي تنال حتى شرف المحاولة.
ليست الحياة كما صوروها لنا بأنها ذلك الصراع المستمر، مع من حولنا ومع أنفسنا، بل هي تلك اللحظات التي نشعر فيها بأنّ الحب يسكن نياط قلوبنا، والسلام يعيش في أنفسنا، وهي الاطمئنان الذي نتشاركه مع من هم حولنا.
جاء تاريخ افتتاح سفارة واشنطن في القدس تزامنا مع يوم العودة الفلسطيني، ليشرب فيه سياسيو الولايات المتحدة ودولة الإحتلال الصهيوني، نخبا معتقا من دماء 62 شهيدا، وأكثر من 2500 جريح، من المدنيين الُعزل، والذين استهدفتهم قوات الإحتلال بالرصاص الحي.
الحقيقة التي لم يدركها الشعب اليمني أن جيش بلاده أصبح، بعد أحداث عام 2014، مجرد جيش من الدراجات النارية، هكذا يقول الواقع المعاش، مُـنذ سقط الشبح العملاق الذي عَلّــق عليه الشعب آماله.
ماتت بسمة ذات الثانية عشر عامًا عندما طردها أحد الأساتذة من الفصل، كونها لم تدفع 500 ريال، وهو المبلغ الذي فرضته المدارس على الطلاب لتغطية احتياجات المدرسين الذين لهم ما يقارب العام والنصف بدون رواتب.
لا أريد أموالاً طائلة في مقابل روحي التي سأقدّمها بعشوائية محاربٍ فقد الأمل في الحياة. كل ما أريده أن تعتمد لأولادي من بعدي مبلغًا بسيطًا من المال، يَقيهم التسول والتشرد أو الموت جوعًا.
عذرًا موطني، فقد علمونا أنّ حب الوطن مجرّد أغانٍ وأناشيد نردّدها كلّ صباح، فلم نكن ندري أنّ الهدف من ذلك إرهاق حناجرنا، لتلتزم الصمت بعدها عن كل ما يُرتكب من جرائم ضد هذا الوطن.
لا يجهدون أنفسهم بالتفكير والتحليل والمقارنة، ليصلوا إلى الرأي الصائب، بل اعتمدوا على غيرهم، فلا يمكن أن يكوّن أحدهم رأيًا خاصًا به تجاه طرف معين، بل ينتظر حتى يتمخض حزبه أو جماعته لرأيٍ ما، ليتبناه فقط ويسعى كذلك إلى تبريره.
كان المساء يبدو مثل عشيقٍ تحت نافذة عشيقته التي حُكم عليها بالسجن في غرفتها، وليس لديها إلا تلك النافذة، وذلك العشيق الذي يزورها باستحياء وخوف بين الفينة والأخرى، ليخبرها بصوت خافت جدًا، أنه بخير وقد اشتاق لها.