تفيد الدراسات بأن تصالح المرء مع احتمالات ارتكاب أخطاء؛ سيجعل من ارتكابه الفعلي للأخطاء يتراجع كثيرًا، ويتحسن أداؤه على نحوٍ لافت، وهذا ما شاهدناه في موقف أبي توبة مع الأصمعي. فلم يركز أبو توبة على صورته النمطية، ولم يأبه بالبرستيج.
اختلف العرب في تعاطي الفلسفة والمنطق؛ فمنهم من شيطنها وحذر من دراستها، وبالغ في التنفير منها، حتى قال ابن الصلاح "من تمنطق فقد تزندق"، ومنهم من دعا إليها واستحسنها.
ما يقدمه زيدٌ اليوم سيقدم أضعافه عمروٌ، وكلهم مريد يتبع القطب الأكبر ترامب، يتزلفون للبيت الأبيض آناء الليل وأطراف النهار، يخطبون وده يرجون قربه، وكلهم ثقة أنها ضمانة غير أكيدة، لكنها تطيل جلوسهم على الكراسي حتى حين.
تمكن عبد الحميد جودة السحار من ابتكار طرائق وأساليب جديدة للتعامل مع التحديات، وأمكنه تطويع الظروف الصعبة وتذليلها لخدمة هدفه، ضحى من أجلها وغامر وثابر، وقدمت مكتبته للعالم العربي أقلامًا جديدة، وأمدت القارئ العربي بوجبات أدبية وفكرية متفردة.
لم يحقق الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، حتى اليوم، تقدمًا ملموسًا على الأرض، ولم يستفد من الترويج الإعلامي له على قنوات أبوظبي والرياض، ولم يتمكن من إحداث اختراق وسط العاصمة، وتجرّ عليه أطماعه متاعب لا تحصى.
في بواكير حياته، التحق المهدي محمد أحمد بأحد الكتاتيب ودرس الصوفية، وانتظم في سلك الطريقة السمانية وذاع صيته؛ فاشتعلت نار الخلاف بينه وبين شيخه محمد الشريف، وانقلب الخلاف عداءً مكشوف الوجه، وقرّر الشريف تجريد تلميذه من الرتبة الممنوحة إليه.
لم يتمكن رئيس البرلمان في فنزويلا غوايدو من إطاحة الرئيس مادورو، وبينما ينام ويستيقظ على هذا الهاجس، وعلى الرغم من تنصيب نفسه رئيسًا بالوكالة يوم 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن تبقى أماني غوايدو معلقة حتى إشعار آخر،
قبل سقوطه على وجهه في دوامة الحب، كان الملك هنري الثامن من أكبر المدافعين عن المذهب الكاثوليكي، وتصدى للرد على مارتن لوثر كينغ، وخلع البابا عليه لقب، حامي الإيمان، ونسي البابا أنّ حاميها حراميها.
أراد ابن طولون أن "يبلط في الخط"، وتحجج بأن صحته "بمب"، وأنه يسير على قدميه ويمارس رياضة ركوب الدراجة، وأنه ليس أقل من عبدالعزيز بوتفليقة، ويحتاج للتمدّد والتجديد، فلربما تسنح له الفرصة بعمل شيء يستحق الذكر.
كثيرًا ما تجد في كل مجال منافسة، وفي كل فن مباراة، وينعقد اللواء لأحدهم فيتحزب الناس إلى مؤيدين ومعارضين، وتضطرم نيران مشبوبة الأوار، وربما يخفت صوت الحق بين عجيج الصراخ، لكنه لا يموت.