في مستشفى متواضع بوسط قطاع غزّة، الذي يشهد أبشع محرقة عرفها التاريخ، كان هناك طفل آخر يصرخ صرخته الأولى، فيما كان أبوه يلفظ أنفاسه الأخيرة عند باب المستشفى.
يستمر مسلسل القتل في غزّة، حيث يصرّ العدو على قتل أهل غزّة الواهنين، سواء بقتلهم وهم على أسرّة الشفاء في مشاف متهالكة، أو قتلهم بالقصف المباشر والمستمر.
إلحاح الحب في زمن الحرب أو الانشغال بتفاصيل ثانوية صغيرة ليس إلا محاولة لتشتيت الانتباه عن الكوارث المحيطة بنا، وهذا ربما ما يفسّر "طفرة المواليد" في غزّة.
أمسكتْ فنجان الشاي الذهبي اللون، وضعته في الحقيبة، ثم لفتّه بقطعةٍ من الملابس وهتفت مطلقةً الإنذار الأخير للأولاد كي يعدّوا حقائبهم استعدادًا للهرب والنزوح.
"لا أتخيل أن أطفالي بحاجة لي ويشعرون بالخوف وينادونني، ولست قادرة على الذهاب إليهم.. أريد أن أخبرهم أنني أحبّهم" هذا ما كتبته أم من تحت الأنقاض إلى أبنائها.