محمود أبو بكر

بدت فرحة جميلة بوحيرد وهي تعتلي منصّة التكريم في "مهرجان أسوان لسينما المرأة" في 21 من الشهر الجاري، وهي العازفة عن التكريمات وأضواء المهرجانات. لعلّ شيئاً ما شدّها إلى أسوان، دون غيرها.. ربما لأن المدينة تمثل صورة أخرى منها.

لأسباب قد تبدو غير واضحة، قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية، تكريم عدد من الأسماء الرسميّة المصرية، على هامش "معرض القاهرة للكتاب"، إذ وقع اختيارها على عدد من الفنانين والمسؤولين (السابقين والحاليين)، عِوَض تكريم الكُتّاب الذين يفترض أن المناسبة (معرض كِتاب) تخصّهم.

رغم استحداث عدد من الهيئات المختصة بالترجمة، سواء أكانت محليّة أو عربية، إلّا أن حركة الترجمة العربية لا تزال ضعيفة. ولعل نهاية العام فرصة مواتية للوقوف عند بعض مشاريع الترجمة عربياً وحصادها السنوي؛ "المركز القومي للترجمة" في مصر مثالاً.

أثير خلال "مؤتمر أدباء مصر" الذي اختتم الأحد الماضي واقع "قصور الثقافة" ودورها، على إثر فضيحة بيع آلاف الكتب التراثية بالكيلو لبائعي الروبابيكيا، حيث تم التأكد من بيع حوالى 12 ألف كتاب نادر، من قصر الثقافة التابع لمحافظة الجيزة.

كثيرون عبّروا عن سخطهم ومقاطعتهم للمهرجانات السينمائية المصرية، بعد تجارب مروا بها في السنوات الأخيرة، أبرزها أخيراً "مهرجان شرم الشيخ للسينما الأفروآسيوية"، الذي ألغي في يومه الثاني وطُرد ضيوفه من الفنادق، "العربي الجديد" استطلعت آراء سينمائيين ومتابعين في ظاهرة المهرجانات.

يتصاعد في مصر مناخٌ معادٍ لحرية الإبداع والتعبير، حيث تتكرّر حوادث المنع والمصادرة، آخرها حادثتان لمنع مسرحيتين قبل أيام. وقد أثار قرار المنع هذا الصادر من الأمن المصري، غضب عدد من المثقّفين والمسرحيين المصريين، ما دفعهم لإصدار بيان يستنكر الحادثة.

منذ تأسيسها الحديث عام 2002، ظلّ "منصب المدير" مثار جدل ونقاش، داخل وخارج أروقة المكتبة لجهة ارتباطاته بالولاء السياسي للنظام ولسياسات دولية ضعيفة الانتماء إلى مصر، وتداخل الأدوار بين الاستقلالية المفترضة للمؤسسة، وتطلعات النظام السياسي، لتحقيق مكاسب واستغلال سمعة المكتبة.

يعيد هذا السباق المحموم بين القاهرة والخرطوم، في منطقة حلايب وشلاتين، سؤال الثقافة ودورها، إن كانت تحوّلن بالفعل إلى وسيلة أخرى للتصعيد السياسي. وهو السؤال الذي يتقاطع مع مقولة المنظر العسكري الألماني كلاوزفيتز الشهيرة بأن الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى.

المناكفات الإعلامية التي بدأت في الإعلام الرسمي المصري نحو تاريخ السودان وحضارته تُغفل الذاكرة المشتركة التي تحفظها جيداً ملحمة "أسمر اللونا" النوبية، التي صاغتها أمهات الجنود العائدين من معركة تحرير القدس من نير الآشوريين الغزاة زمن حكم الملك النوبي طهراقا.

بمنح "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" عازف العود نصير شمة (1963) لقب "فنان يونسكو للسلام 2017" تكون المنظّمة الدولية، بقيادة مديرتها البلغارية إيرينا بوكوفا قد أكّدت مجدّداً أنها ماضية في "سياسة الخروج عن سيطرة التأثير الغربي" على أنشطة "يونسكو".