الأنكى في كل ذلك أن يجري هذا باسم الدفاع عن الديمقراطية؟.. الذين شاركوا في هذا الكتاب، سبق أن ناضلوا ضد ما أصبح معروفاً باسم "الخسائر الجانبية" للحرب على الإرهاب، ورفضوا دكتاتورية الخطاب..
ليس من رجل قارب الخمسين من عمره إلا أن يكفر بالقتل والحرب ناهيك أنني واحد من ملايين السوريين الذين خبروا معنى المافيا السياسية والحرب التي لا ترحم منذ عام 2011، وها أنا أعيش في منفاي أبحث عن وطن للإيجار، بعد أن سرق لصوص الدمار ذاكرتي، ومحوا ذكرياتي..
سماحة المفتي الموقر: إنّ الإنسان في بلادنا بحاجة ماسة لإعادة الاحترام والاعتبار له من خلال مسار شرعي وإنساني يبدع في الاجتهاد المنضبط والشجاع، ويعطي كل الناس حقوقها الطبيعية والشرعية..
تتشدق بعض النخب السورية بالنباهة السياسية والأستاذية على العرق الكردي، ومن ثم يقومون بامتهان القومية الكردية واتهامها بأنها كانت وراء دخول القوات الأميركية إلى شمال شرق سورية، ومن بعد ذلك يقومون بالتنظير واتهام الكردي بأنه "حمار الأميركي"..
سيظل الشعب المسكين يتألم، وسيظل الكبار يشاهدون الدم دون أي تعاطف. كما لن تحصل مصالحات حقيقية بين الجماعات السياسية السورية، لا بين النظام والمعارضة، ولا بين المعارضة فيما بينها، على المدى المنظور..
ظهر الخطيب ليعلن للسوريين وللعالم كله: لم يرهبنا البطش، ولم يزعجنا هذا الطغيان المتلبس بثوب الديمقراطية، بل حفز من عزائمنا وقوى من روحنا المعنوية فازددنا إيماناً بضرورة تمزيق صورة الديكتاتور الكاريكاتورية..
لا شك في أن الدولة كانت وما زالت تشكل محوراً مركزياً لكل النشاطات الفاعلة في التاريخ إما من جانب التمكن في مقدراتها وأجهزتها أو من منطلق الحد من جبروتها وسلطتها، ولعل كل أحداث سورية ومنذ عقد من الزمن تتجه نحو فك ارتباط الدولة بطائفة أمنية جمعت الدم..
تغلب على الساحة الفكرية الراهنة ظواهر التفكك والتشرذم والمواقف الحدية التي تختصر المشهد بعقلية الفردية المتضخمة إما (أنا أو أنت)، وقد شاعت مواقف علمانية ضد إسلامية، وإسلامية ضد علمانية، وقومية ضد الدينية..
إن جوهر الإسلام وحكمته تتحقق طهارة المخبر واستقامة المظهر وهو ما يعبر عنه بمفهوم الإصلاح ويجمع بين التقوى الفردية ونجاة المجتمع من الغواشي الحضارية وذلك بامتلاكه الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المبنية على أساس العدل..