الفيدرالية

إن إرادة الصامدين في حلب، والمدافعين عنها، كافية للذود عن مدينتهم، ولإفشال محاولات الغزاة الروس والإيرانيين في قهرها، ومهما ارتكبوا من فظائع، وحشدوا من قوات ومقاتلات، لن ينالوا من حلب وناسها، وسيفشلون مثلما فشلت قوات الأسد مرات عديدة من قبلهم.

في كل مراحل الانهيار، كان أوباما يدّعي أنه يستحيل وقف الانهيار، تلك ثورة أطباء ومهندسين وصيادلة، لايمكن المغامرة والاستثمار فيها لوقف الانهيار. ولذلك، قمع حتى المحاولات التي أجراها مستشاروه، لتقييم الوضع في سورية واقتراح خيارات وبدائل للتعامل معه.

مع تحوّل الأزمة الوطنية العامة التي سببها تعامل النظام مع "مشاة الثورة" العزّل، إلى ما يشبه الحرب العبثية، أو ما يزيد عنها، خصوصاً مع التدخل الإيراني والروسي، بدأت أفكار التقسيم تأخذ رواجاً في النقاشات والتحليلات، بل وتجد متحققها على الأرض.

عادت برلين، اليوم، عاصمة للأمة الألمانية، كما كانت منذ القرن الخامس عشر، لكنها اليوم مدينة كونية للفنون جميعاً، وللذكريات المتصارعة على البقاء أو، في أحيان كثيرة، على الاختفاء شغفاً بالحنين إلى مستقبلٍ بلا خوف أو موت أو تقسيم.

قرار بوتين الانسحاب عكس إرهاقاً متزايداً من الغوص المتواصل في الحرب، وقد ذهب مسؤولون كبار في إدارة باراك أوباما إلى القول إن تدخل موسكو كان يمكن يمكن أن يجر روسيا إلى مستنقع الحرب واستعداء السنة على امتداد المنطقة.