الصراع السياسي

أفضى تراكم الحصيلة في السودان إلى ضعف إرادة الحكومة المركزية المفترض أن تكون محتكرةً سلطة العنف وتوظيفها حسب مقتضيات التشريعات القانونية.

إلى متى تستمر هذه الباطنية السياسية العربية؟ لا يستطيع كل قاموس مفردات الفذلكة السياسية إخفاء عورة هذه الكارثة، خطاب سياسي رسمي عربي مزدوج، له ظاهر وباطن، وهو أخطر ألف مرّة من خطيئة "ازدواج المعايير" التي لطالما آلمنا أن يرتكبها الغرب بحقّ قضايانا.

يبدو أن الأزمة في إسرائيل لن تشهد حلا يرضي الجميع، وعلى الأرجح أن النتيجة النهائية ستكون فوز طرفٍ وخسارة آخر. وإذا كان في وُسع القادة السياسيين تجاوز خلافاتهم بعقد التحالفات كلما تجدّدت الانتخابات، فإن الشعب لن يتمكّن من تجاوز ما حدث.

استمرّت المرارات، وتضاعفت، بل وتولّدت مرارات جديدة، وازداد المجتمع انقساما. لا منجز، بسبب كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، لكنني هنا لأحميكم من الأشرار، أنا أو الحرب الأهلية، يجيب ذلك عن سؤال هل كان سجن آلافٍ إنقاذا للوطن أم للكرسي؟

كل ما يفرّق مواقف مثقفي الأقليات عن العامة أنهم يبرّرون موقفهم "الطائفي" بلغةٍ غير طائفية عنوانها "العلمانية". وقد يجد أبناء الأكثرية، بمن فيهم المثقفون، صعوبةً في فهم مأزق المثقف الأقلوي.

نستطيع أن نقول إنه صار هناك "النموذج التركي" للديمقراطية، الذي يدعو للاحترام والتعلم، والحسرة على هزيمة الديمقراطية في الدول العربية التي حاولت شعوبها السير على هذا الطريق قبل عشر سنوات، لكنها عوقبت أشد العقاب، بانقلابات غاشمة.

قلة من السوريين كانت تصدق أن الجيش كان مستعدّاً لاستخدام الأسلحة الثقيلة، لقصف "البيئة الحاضنة" للثورة. وكان أن أفضى المسار الذي فرضته "الدولة" على المحتجّين، إلى ما نحن عليه اليوم، ولسوف يتكرّر هذا المسار طالما بقيت الدولة السورية رهينة طغمة مستبدة