هل بدأت الحساسية بين نيمار ومبابي؟ 

20 اغسطس 2022
الباريسي يعتمد على قوته الهجومية (ريكو بروير/Getty)
+ الخط -

 

لا يزال الحديث عن الرغبة المشتركة لكل من نيمار ومبابي في تنفيذ ركلة الجزاء أمام مونبلييه برسم الجولة الثانية من الدوري الفرنسي، مستمراً في وسائل الإعلام الفرنسية التي راحت تتحدث عن سوء تفاهم ومشاكل بين النجمين في أول مباراة يخوضها الدولي الفرنسي مع فريقه هذا الموسم بعد غيابه عن نهائي كأس السوبر ضد نانت، ثم كليرمون فوت، في الجولة الأولى التي فاز فيها حامل اللقب بالخمسة، سجل فيها نيمار ثلاثية وصنع هدفين، سجلهما ميسي، قبل أن يفتح مبابي عداده التهديفي أمام مونبلييه ويضيع ركلة جزاء أراد تعويضها بتنفيذ ركلة أخرى تحصل عليها الفريق في المباراة نفسها، لكن نيمار رفض منحه الكرة، ثم أبدى البرازيلي إعجابه بتغريدتين في تويتر انتقدت تصرف مبابي، مما دفع المراقبين للحديث عن سوء تفاهم بين النجمين، يُنذر بتبعات تؤثر على مردودهما، وتداعيات تنعكس سلباً على المجموعة ومستوى الفريق هذا الموسم.

وفي غياب مبابي عن نهائي كأس السوبر، الذي فاز فيه الفريق الباريسي بالأربعة على نانت، ومباراة افتتاح الدوري التي فاز فيها بالخمسة، راحت كل وسائل الإعلام الفرنسية تتحدث عن الثنائي ميسي ونيمار الذي صنع الفارق، وبعد المباراة الثالثة للموسم التي فاز فيها الفريق بالخمسة أيضاً، كان الكل ينتظر إشادة بالخط الهجومي الذي سجل أربعة عشر هدفا في ثلاث مباريات، و​تثمين ​​الانسجام​ الذي ظهر على الثلاثي ميسي- نيمار- مبابي، لكن صورة رفض نيمار السماح لمبابي بتنفيذ ركلة الجزاء خطفت كل الأنظار، علماً أن المدرب كريستوف غالتييه قرر قبل بداية الموسم تعيين مبابي أول منفذ لركلات الجزاء، ونيمار ثانياً، لكن ربما تضييع الفرنسي الركلة الأولى هو الذي دفع بالبرازيلي إلى تنفيذ الركلة الثانية في المباراة وتسجيلها.

في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، حاول المدرب كريستوف غالتييه التركيز على فعالية ثلاثي الهجوم، وتثمين الانسجام الكبير بينهم، موضحاً أنه لا يوجد أية مشكلة بين مبابي ونيمار، وكل ما هنالك أن الدولي الفرنسي أراد تعويض إخفاقه في تسجيل الركلة الأولى، بينما اعتقد نيمار أنه الأحق بتنفيذ الركلة الثانية في المباراة، باعتباره ثاني المنفذين في الفريق، خاصة أن مبابي خاض أول مباراة له هذا الموسم، ويحتاج إلى وقت لكي يدخل أجواء المنافسة، ويبدع مثلما فعل الموسم الماضي.

المدرب الفرنسي اضطر بالمناسبة للرد على سؤال حول إمكانية مغادرة نيمار الفريق لتجنّب مشاكل مرتقبة بين اللاعبين، فزاد من ضبابية المشهد بقوله إنه يجهل مصير اللاعب في الأيام المقبلة، رغم إقراره بالتزامه وتركيزه الكبيرين مع الفريق منذ بداية الاستعدادات للموسم الجديد، وأثناء المباريات الثلاث التي خاضها.

ويبدو أن غالتيي​ه​ سيُسأل كثيراً هذا الموسم عن العلاقة بين الثلاثي نيمار ومبابي وميسي، أكثر مما سيسأل عن بقية اللاعبين، ومردودهم، وسيناريوهات المباريات التي يخوضها الفريق، وأنه سيتعب كثيراً مع اللاعبين والصحافيين على حد سواء، أكثر مما تتعبه الفرق المنافسة التي يواجهها، خاصة أن الأمر يتعلق بأحد أكثر الفرق التي تُسلط عليها الأضواء في فرنسا وأوروبا، كما أنه يضم في صفوفه ثلاثة من أفضل اللاعبين في العالم حالياً، والأكثر شعبية ومتابعة إعلامية تراقب كل صغيرة وكبيرة أثناء المباريات والتدريبات، وحتى خارج المستطيل الأخضر، منذ تسريبات الموسم الماضي التي تحدثت عن اشتراط مبابي رحيل نيمار مقابل التجديد مع الفريق الباريسي الذي لم يتمكّن من التخلص من نيمار، بسبب رفضه الرحيل، وراتبه المرتفع الذي لا يقدر على تحمله أي ناد.

كل هذا بقي مجرد تخمينات وتكهنّات لحد الآن، ونيمار لم يرحل، لكن فترة الانتقالات الصيفية لم تغلق بعد، ومبابي عائد للتو إلى أجواء المنافسة، والدوري الفرنسي في بدايته، بينما لم تنطلق مسابقة دوري الأبطال، ولم تبدأ الضغوط الإعلامية والجماهيرية التي تجعل من رغبة مشتركة في تنفيذ ركلة الجزاء قضية سُمّيت في أحد المواقع "بينالتي غيت" على وزن فضيحة "ووترغيت" في عهد الرئيس الأميركي نيكسون بداية السبعينيات.

المساهمون