سر صلابة البطولة الإسبانية

10 ابريل 2022
تنافس ميسي ورونالدو كثيراً في البطولات الإسبانية (جيرارد جوليان/فرانس برس)
+ الخط -

من يوم لآخر ومنذ عشرات السنين، تؤكد لنا بطولة إسبانيا لكرة القدم، قوتها التاريخية والحاضرة. فريال مدريد هو سلطان أندية القارة العجوز ومن دون منازع، وإسبانيا وحدها تحتكر ثمانية عشر لقبا في دوري أبطال أوروبا، منها ثلاثة عشر لقباً لـ"الملكي" وخمسة للفريق الكتالوني نادي برشلونة.

ولم تكتف بذلك، بل سيطر الدوري الإسباني في العقود الأربعة الاخيرة على عالم النجومية الكروية وقدمت لنا "الليغا"، الأسطورة التي تبقى الأقوى على مر التاريخ، وأعني الراحل دييغو مارادونا، الذي خطف أنظار كل العالم، عند انتقاله من بوكا جونيورز الأرجنتيني إلى برشلونة، لتتوالى بعده نجوم كبيرة مثل البرازيليين رونالدو وريفالدو وخاصة رونالدينهو في نادي برشلونة، لكن يبقى الهولندي يوهان كرويف أكثرهم إشعاعاً وتأثيراً لاعباً ومدرباً.

ونال ريال مدريد بدوره جانباً كبيراً من التوهج العالمي، بإحضاره نجوماً غير عاديين، لعل أكثرهم موهبة كان الفرنسي زين الدين زيدان، بالإضافة إلى الجالية الأميركية الجنوبية، مثل التشيلي زمورانو والمكسيكي هوغو سانشيز والأرجنتيني خورخي فالدانو والإنكليزي الذهبي ديفيد بيكهام.

هذا الجيل الذي ربما لم يكتب التاريخ المدريدي، مثلما كتبه العملاق دي ستيفانو والفرنسي كوبا والمجري المذهل بوشكاش، لتستمتع أجيال وأجيال بقوة الفريقين الإسبانيين قارياً.

ولكن عالم الكرة لم يشهد منافسة كروية عالمية بين نجمين معاصرين لبعضهما بعضاً، مثلما كان بين البرتغالي رونالدو، والكتالوني ميسي، لتعرف بطولة إسبانيا انطلاقاً من عام 2009، سنة انتقال رونالدو إلى الريال، قادماً من مانشستر يونايتد الإنكليزي، بداية سيطرة الكرة الإسبانية على بقية الأندية الأوروبية.

وصعدت الأرقام المالية الخاصة بحقوق نقل فعاليات الدوري بطريقة صاروخية، لترتفع رواتب اللاعبين بصفة مذهلة، ترجمها الاحتكار الكبير للكرة الذهبية بين رونالدو وميسي فقط دون غيرهم.

وهذه الأيام تتشابه مع ما سبقها، بحكم حضور ثلاثة أندية اسبانية في ربع نهائي أمجد الكؤوس الأوروبية للأندية، متمثلة في ريال مدريد وأتليتكو مدريد والغواصات الصفراء فياريال، الذي أطاح ذهابا العملاق البافاري بايرن ميونخ.

ولن ننسى الاستعراض الكبير لسلطان اللعبة ريال مدريد في قلب العاصمة الإنكليزية، على حساب حامل اللقب الأوروبي تشلسي، ليتأكد عنفوان البطولة الإسبانية.

المساهمون