بيب غوارديولا.. الأفضل بالعالم

31 أكتوبر 2023
بيب غوارديولا مدرب فريق مانشستر سيتي (كاثرين إيفل/Getty)
+ الخط -

المدير الفني جزء رئيسي من عناصر المتعة بالساحرة المستديرة، ليس فقط المسؤول عن التشكيل والأسلوب، والطرق الدفاعية، والفلسفة الهجومية، بل هو أهم أركان النجاح بما يملك من شخصية وقدرة الحفاظ على الفريق، من خلال العمل الشاق والتنظيم والانضباط.

الإسباني بيب غوارديولا يأتي حالياً على قمة القائمة لأحسن مدير فني بالعالم، هو شخص استثنائي وجزء من المشروع المتكامل لمنظومة مانشستر سيتي، بداية من الإدارة ثم المدير الفني ومجموعة اللاعبين والنجوم وكذلك الصفقات الناجحة، التي تأتي بالنتائج والانتصارات، وتؤدي بدورها لحصد البطولات والألقاب.

لمع بيب كلاعب من 1990 حتى 2006 مع أندية برشلونة، وبريشا وروما والأهلي القطري ودورادو المكسيكي، وحظي بمسيرة دولية طيبة مع المنتخب من خلال مشاركته في 47 مباراة وتسجيله 5 أهداف، ليحصد ذهبية أولمبياد برشلونة 1992، وكان يمتلك مقومات القائد والشخصية القوية، وهو الذي تولى تدريب الفريق الثاني لبرشلونة عام 2007، ومن عام 2008 حتى 2012 كتب رحلة النجاح، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه بحصد 14 بطولة، بينها 3 دوري إسبانيا و2 دوري أبطال أوروبا، حطّ رحاله بعدها في بايرن ميونخ عام 2013 واستمرّ حتى 2016، وكذلك حصد الألقاب وكان عددها 7، ليذهب بعدها إلى مانشستر سيتي لقيادة المشروع الكبير، فتوج حتى يومنا هذا بـ15 لقباً (5 دوري و2 كأس الاتحاد المحلي و4 الرابطة و2 درع المجتمع، ودوري أبطال في النسخة الماضية والسوبر الأوروبي).

يعد بيب من أبرز الأسماء بالكرة العالمية بفلسفته الكروية التي تجمع بين اللعب الممتع والانتصارات والألقاب، يمتلك سمعة كبيرة كمبتكر ومطور لمفهوم الكرة الشاملة الحديثة، تعتمد فلسفته على مبدأ مهم "نحتاج التشكيلة كلها، كلّ لاعب مهم إذا أردنا تحقيق الفوز"، لديه أسلوب لعب منظم دفاعياً وهجومياً، يعتمد على الاستحواذ والحفاظ على الكرة، والسيطرة والضغط بكلّ أرجاء الملعب بلا هوادة، يمتاز أيضاً بالتحول السريع والانتشار بالهجمات المرتدة، ويبدع في المزج بين الأفكار وأساليب اللعب المتطورة، مستغلاً قدرات وامكانات اللاعبين، من دون نسيان قدرته في الإبقاء على وحدة الفريق.

لا يمكن نسيان صفات غوارديولا الأخرى، كتطوير دور حارس المرمي في بناء الهجمات واللعب بالقدم، مع تمتعه بالانضباط والشخصية الصارمة، والإتيان بغير المتوقع فنياً وخططياً في أحيان كثيرة، من أهم مميزاته عند الخسارة أنّه لا يلوم أحداً بعينه، ولكن يتولى الأمور لإيجاد الحلول وتقديم الأفضل بقادم المباريات.

تتلمذ بيب على أيدي كبار المدربين بنادي برشلونة، منهم الهولندي الطائر يوهان كرويف، والإنكليزي بوبي روبسون والهولندي لوي فان خال، وبالمنتخب الإسباني مع خافيير كليمنتي وخوزيه أنطونيو كماتشو.

ينافس الإسبانية كوكبة من المدربين حالياً، الإيطالي كارلو أنشيلوتي والألماني يورغن كلوب، والأرجنتيني دييغو سيميوني، والبرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي أنطونيو كونتي، بل يضعه البعض بنفس مكانة الكبار والأساطير، أمثال الإسكتلندي السير أليكس فيرغسون، والفرنسي أرسين فينغر والإيطالي مارشيلو ليبي.

كرة القدم دائماً صعبة فالاستمرارية لسنوات على القمة شيء صعب، ولكن مازال بيب غوارديولا على القمة ويرغب بالمزيد من البطولات والإنجازات.