أعلنت السلطات الأمنية في العراق اعتقال 11 ألف متاجر ومتعاطٍ للمخدرات خلال العام الجاري، 2022، مؤكدة استمرار حملاتها الأمنية بهذا الاتجاه، فيما تبنّت شخصيات اجتماعية وثقافية في إحدى المحافظات حملة ثقافية وتوعوية للحدّ من تفشي هذه الآفة المجتمعية.
واتّسعت في السنوات الأخيرة تجارة وتعاطي المخدرات في العراق الذي أصبح ممرّا لها من إيران باتجاه عدد من الدول العربية، في ظل عدم ضبط الحدود.
وعلى الرغم من تنفيذ القوات الأمنية العراقية، بشكل يومي، حملات لاعتقال المتاجرين والمتعاطين في عموم المحافظات، إلا أن ذلك لم يحد من انتشارها الذي يأخذ بالاتساع بشكل خطير.
وكشف مدير إعلام مكافحة المخدرات في البلاد، العقيد بلال صبحي، حصيلة عدد المتهمين بقضايا المخدرات والكميات المضبوطة منها خلال العام الحالي، وقال في تصريح لمحطة إخبارية محلية، مساء أمس، إن "عمليات مطاردة تجار المخدرات مستمرة بعموم المحافظات، إذ تم إلقاء القبض أخيرا على أكثر من 1350 متهما بتجارة وحيازة وتعاطي المخدرات"، مبينا أن مجموع العدد الكلي للمعتقلين بهذه التهمة هذا العام زاد عن 11 ألف متهم".
وأضاف أنه "تم ضبط ما يقارب 300 كغم من المواد المخدرة و14 مليون حبة كبتاغون"، مؤكدا أن "هذا يدل على أن هناك محاربة جادة من كافة الأجهزة الأمنية في محاربة المخدرات".
وأطلقت محافظة الديوانية (جنوبا)، التي تعاني من مخاطر تفشي المخدرات، حملة هي الأولى من نوعها لمحاربة المخدرات، بموازاة الحملات الأمنية.
وقال مدير المركز الإعلامي في إدارة المحافظة عيسى الكعبي، في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الخميس، إن "الحملة التي تبنتها شخصيات معروفة ثقافيا واجتماعيا، تأتي في وقت تتسع فيه رقعة تعاطي المخدرات، على الرغم من خطورتها وتسببها بالعديد من المشكلات".
وأوضح أن "القائمين على الحملة اتخذوا خطوات توعوية، منها عقد الندوات وبثها عبر إذاعة الديوانية، واستضافة شخصيات معنية بالمواد المخدرة وتأثيراتها على صحة وسلوك الإنسان".
وأشار إلى أن "الحملة ستصل إلى المدارس بالتنسيق مع مديريات التربية، بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، كما ستكون هناك مهرجانات شعرية داعمة للحملة، ومحذرة من مخاطر تأثيرات المخدرات على المجتمع".
وفي السنوات الأخيرة صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية. وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار ومتعاطي المخدرات، كما ساهمت بمحاصرة شبكات توريد المخدرات بشكل كبير.