‎كيف ينكّل الاحتلال بالمقدسيين في عيد الميلاد ويقاومونه بالفرح؟ قصة شادي تقدّم الإجابة

24 ديسمبر 2022
تعرّض شادي للاعتقال والتنكيل من قبل الاحتلال مدة 41 يوماً (العربي الجديد)
+ الخط -

حضرت في القدس زينة الميلاد وغاب المحتفلون عنها، وبعض من احتفل بقي رهين الحبس المنزلي الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بعض الفتية كما هو الحال مع الفتى شادي خوري (16 عاما) وعائلته التي ضاقت عليها مساحات الاحتفال بما رحبت، بحيث يلزمهم الحبس المنزلي بالبقاء في المنزل مع نجلها، تنفيذاً لشروط الإفراج عنه.

وتكابد عائلة المقدسية رانيا إلياس وزوجها سهيل خوري القلق لما تعيشه من غصة تحيط بأجواء عيد الميلاد هذا العام، بسبب الخوف على نجلها شادي من آثار ما تعرض له من تنكيل وتعذيب أثناء اعتقاله، ومما يعانيه حالياً من حبس منزلي، حوّل عائلته إلى سجان عليه.

الصورة
شادي خوري.. عيد ميلاد بالحبس المنزلي (العربي الجديد)
العائلة أصرت على الاحتفال بعيد الميلاد رغم قيود الحبس المنزلي (العربي الجديد)

رغم ما يجري، فإن العائلة أصرت على الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هذا العام، وهو عيد تحاول العائلة فيه التأكيد على الفرح والحب، وأداء العبادة والصلاة، والحرص على لمة العائلة والأهل ولقاء الأصدقاء، وتزيين  شجرة الميلاد، وفرح الأطفال بهدايا العيد، تؤكد والدة شادي لـ"العربي الجديد".

تقول والدته: "عندما بدأنا نستوعب ما يحدث من حولنا، بات هذا الفرح ممزوجاً بحالة من القلق والترقب مما يحصل في أرجاء الوطن المجروح، وفي إمكانية وصول الأهل بأمان من مدن أخرى عبر الحواجز العسكرية، وانتظار قرار السماح للأصدقاء ‎للقدوم من غزة لحضور الاحتفالات وقداس منتصف الليل في بيت لحم".

وتتابع أم شادي، "في هذا العام اختلفت الأجواء نتيجة ما تعرض له ابننا شادي (16 عاماً) من اعتقال وتنكيل من قبل الاحتلال مدة 41 يوماً، ومن ثم تحويله إلى الحبس المنزلي في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مع استمرار محاكمته، بحيث لا يمكنه مغادرة البيت بتاتاً، وبناء عليه لن يشارك الأهل في الاحتفالات في بيت لحم".

إضافة إلى ذلك، وضمن قرار محكمة الاحتلال يجب أن يوجد شخص كفيل مع شادي في البيت طيلة الوقت، وهذا يعني أن العادات والطقوس السنوية اختلفت على العائلة، وستقام الاحتفالات هذا العام في البيت مع العائلة ومن يستطيع وصول القدس، بسبب منع شادي من مغادرة المنزل، توضح رانيا.

‎وتقول رانيا إلياس: "سنحتفل رغم ما نمر به، وما ينتظر شادي من محاكمة في الثامن من يناير/ كانون الثاني 2023، وسنفرح رغم ضيق المساحة، سنبحث عن الأمل بين أغصان شجرة ‎الميلاد، وبين ألوان زينة العيد، وسنبني شجرة الميلاد بالألعاب البهية، وسنحتفل بميلاد السيد المسيح مع العائلة في بيتنا الدافئ، لنصنع ‎من بيتنا مكاناً آمناً لشادي ولنا، ومنبعاً للفرح، وولادة الحياة، رغم الحبس المنزلي لشادي وتقييد حريته".

‎أما شادي، فيؤكد لـ"العربي الجديد" أنه سيحتفل بعيد الميلاد رغم كل ما يجري، قائلاً: "سنحتفل رغم الألم، وما مررت به من تعذيب وتحقيق، سأحتفل مع العائلة والأصدقاء، وسأبقى أحلم بحريتي وحرية ‎باقي أطفال فلسطين في ذكرى ميلاد طفل المغارة يسوع المسيح، على أمل أن تظهر نجمة الأمل والحرية في السماء، لترشدنا إلى طريق الحرية قريباً، كل عيد ميلاد ونحن بخير وحب، وكل عيد ونحن للحرية أقرب".

رغم ما يتعرض له أهل القدس من اعتداءات وتنكيل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، ومنع مسيحيي غزة من الدخول للقدس والضفة الغربية، فقد غصت أسواق البلدة القديمة في القدس بزينة الميلاد، وتسابق بعض المحتفلين لشراء ما يلزمهم من زينة العيد المتوفرة في سوق خان الزيت، والدباغة، وحارة النصارى، ومحال باب الخليل، وباب الجديد، على وقع تراتيل تمجد السيد المسيح عليه السلام.

‎لم يستسلم مسيحيو القدس لهذه الأجواء الحزينة، وأضاءوا بمشاركة لفيف من ممثلي الكنائس المسيحية وأبناء حارة النصارى في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، شجرة الميلاد في باب الجديد بالبلدة القديمة من القدس.

‎ في حين، تغيّب مئات المواطنين المسيحيين في القدس عن الاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد في باب الجديد، كما هو معتاد من كل عام بتزيين الأزقة والحارات للاحتفاء بعيد الميلاد، بسبب الإجراءات المتخذة من قبل الاحتلال وتقييده حركة تنقل المواطنين.

‎ وتخللت حفل الإضاءة كلمات للمطارنة وممثلي المؤسسات المسيحية في القدس، لتأكيد أهمية إضاءة شجرة الميلاد في القدس، وعن وجه الاختلاف بين هذا العام والعام الماضي، وبدت ملامح السعادة على وجوه الأطفال والنساء والرجال من أبناء الطوائف المسيحية الذين ينتظرون هذه اللحظات بفارغ الصبر.

المساهمون