أطباء بلا حدود: المدنيون ضحايا عنف مروّع في حرب السودان

22 يوليو 2024
نازحون في السودان وقد شرّدهم القتال المتواصل، 13 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دعت منظمة أطباء بلا حدود الدول الشريكة والهيئات الإقليمية للضغط على طرفي حرب السودان لحماية المدنيين، مشيرةً إلى الخسائر الكارثية في الأرواح والعنف العشوائي والقتل والتعذيب والعنف الجنسي والهجمات على العاملين الصحيين والمرافق الطبية.

- في مؤتمر صحافي بعمّان، أطلقت المنظمة تقريرها "حرب على الإنسان"، حيث تحدثت المديرة العامة ورئيسة المكتب الإعلامي عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والهجمات المتكررة على المرافق المدعومة.

- أكدت المنظمة أن العواقب على حياة الناس وصحتهم كارثية، مع تزايد الدعوات الأممية والدولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية كبرى، مشيرةً إلى مقتل 15 ألف شخص وتشريد 10 ملايين.

بينما يمضي طرفا حرب السودان في قتالهما المتواصل منذ أكثر من 15 شهراً، دعت منظمة أطباء بلا حدود الدول الشريكة والهيئات الإقليمية إلى زيادة الضغط عليهما حتى يلتزما بتعهداتهما الخاصة بحماية المدنيين، مشيرةً إلى أنّ "الحرب سبّبت خسائر كارثية في الأرواح". وأوضحت المنظمة الدولية أنّ حرب السودان أدّت إلى تراجع حماية المدنيين، إذ تواجه المجتمعات المحلية العنف العشوائي والقتل والتعذيب والعنف الجنسي وسط هجمات مستمرّة على العاملين في المجال الصحي والمرافق الطبية.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته منظمة أطباء بلا حدود اليوم الاثنين في العاصمة الأردنية عمّان، وتناولت فيه آخر تداعيات الأزمة الإنسانية في السودان، بالتزامن مع إطلاق المنظمة تقريرها الخاص بعد أكثر من عام على العنف الدائر في السودان، تحت عنوان "حرب على الإنسان: التكلفة الإنسانية للنزاع والعنف في السودان". وقد تحدّثت، في المؤتمر الصحافي، كلّ من المديرة العام لمنظمة أطباء بلا حدود فيكي هوكينز ورئيسة المكتب الإعلامي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المنظمة إيناس أبو خلف.

وإذ رأت منظمة أطباء بلا حدود أنّ "الهجمات والاعتداءات على زملائنا العاملين في المجال الإنساني وعلى المنشآت الصحية أمر غير مقبول نهائياً"، وأردفت "لكنّنا نعلم أنّ العنف الذي عانينا منه يكاد لا يُذكر مقارنة بالعنف الذي تعرّض له الشعب بأكمله". ولفتت المنظمة إلى أنّ المرافق المدعومة منها تعرّضت، على مدى الشهرَين الماضيَين، للهجوم والاستهداف المتكرّر، وقد اضطرت إلى وقف عمليات وخدمات عدّة وتعليقها.

كذلك أضاءت منظمة أطباء بلا حدود على العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي المنتشرَين بصورة خطرة جداً، لافتةً إلى عدم الإبلاغ عنهما بسبب "وصمة العار والصمت خوفاً من الانتقام وكذلك انعدام وسائل الحماية والمساحات السرية الخاصة للكشف عن العنف".

وأكدت المنظمة أنّ العواقب المترتبة على حياة الناس وصحتهم بعد أكثر من عام على حرب السودان تُعَدّ كارثية، شارحةً أنّ القنابل والقذائف والغارات الجوية ما زالت تقتل آلاف الرجال والنساء والأطفال، لا سيّما في المناطق الحضرية. وبيّنت أنّ فرقها عالجت آلاف المتضرّرين من إصابات الحرب في كلّ أنحاء البلاد، علماً أنّ الإصابات في معظمها نجمت عن انفجارات وطلقات نارية وعمليات طعن. وقد لفتت منظمة أطباء بلا حدود، في سياق متصل، إلى أنّ العنف الذي يمارسه الطرفان المتقاتلان يتفاقم من خلال عرقلة الخدمات والتدخّل فيها ووضع اليد، وشدّدت المديرة العامة للمنظمة على أنّ "بإمكان الأختام والتواقيع (الرسمية) أن تقتل تماماً كما يقتل الرصاص والقنابل في السودان".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ودعت منظمة أطباء بلا حدود طرفَي حرب السودان إلى وقف الهجمات التي يشنّانها على المدنيين والبنية التحتية المدنية والمناطق السكنية، وإلى وقف كلّ أشكال العنف المروّع والانتهاكات المرتكبة بحقّ الشعب السوداني، ويشارك فيها أنصارهما. كذلك جدّدت دعواتها لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والسماح للجرحى والمرضى بالحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها، وسط مواصلة عمليات مهاجمة المستشفيات وقصف الأسواق وتسوية المنازل بالأرض منذ بداية الحرب ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

تجدر الإشارة إلى أنّ حرب السودان خلّفت نحو 15 ألف قتيل في حين جعلت نحو 25.6 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلاد، يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي في الوقت الراهن، بحسب ما جاء في تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر في نهاية يونيو/حزيران الماضي. كذلك فإنّ حرب السودان شرّدت نحو 10 ملايين شخص، من بينهم 2.2 مليون لجأوا إلى الدول المجاورة، بحسب البيانات الأخيرة الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأسبوع الأول من يوليو/تموز الجاري. بالتزامن، تتزايد الدعوات الأممية والدولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية كبرى قد تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جرّاء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتدّ إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

المساهمون