منظمات دولية: تهجير الفلسطينيين في غزة يعيق عمليات الإغاثة

23 اغسطس 2024
مشهد من دير البلح في وسط غزة بعد أمر إخلاء إسرائيلي، 21 أغسطس 2024 (سعيد جرس/ فرانس برس)
+ الخط -

أفادت منظمات إغاثية دولية بأنّ مضيّ جيش الاحتلال الإسرائيلي في تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة يعيق عمليات الإغاثة، في حين لم يتبقَّ للمدنيين أيّ مكان يلجأون إليه. وأوضحت المنظمات، في بيان مشترك أصدرته أمس الخميس في لندن، أنّ مدينة دير البلح الواقعة في وسط غزة التي تتوفّر فيها البنية التحتية ومستودعات لتخزين المواد الإغاثية الأساسية في القطاع، سوف تُخلى قسراً بأمر من إسرائيل.

وبيّنت المنظمات نفسها أنّ تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة وعمّال الإغاثة الإنسانية في مدينة دير البلح تكرّر مرّات عدّة في أوقات سابقة، وأنّ مستودعات الإغاثة فيها مشمولة أيضاً بهذه الممارسات الإسرائيلية، وذكرت أنّ ما يسمّى "أوامر الإخلاء" التي تفرضها إسرائيل تعرقل عمليات المساعدات الإنسانية لعدد كبير من المنظمات غير الحكومية.

ولفتت المنظمات إلى أنّ عمليات تهجير الفلسطينيين من خانيونس (جنوب)، ودير البلح (وسط)، التي ارتكبتها إسرائيل في الفترة الممتدة من الثامن من أغسطس/ آب الجاري إلى 17 منه، أثّرت على عمل 17 مؤسسة تُعنى بالشؤون الصحية، وحذّرت من أنّ عمليات التحصين الحيوية ضدّ شلل الأطفال سوف تتأثّر بدورها بهذه الممارسات الإسرائيلية.

وقد وقّعت 27 منظمة إغاثة دولية على البيان المشترك الذي يستنكر تهجير الفلسطينيين المتواصل في قطاع غزة، علماً أنّ تلك المنظمات بمعظمها تتّخذ مقار لها في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية؛ ومن بينها "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال)، و"أوكسفام"، و"الإغاثة الإسلامية العالمية"، و"أنيرا"، و"يوورلد"، و"المعونة الكنسية النرويجية".

في سياق متصل، بيّن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أنّ إسرائيل أصدرت ما بين الأوّل من يوليو/ تموز الماضي و21 أغسطس الجاري 16 أمر إخلاء. من جهتها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أمس الخميس، بأنّ إسرائيل أجبرت 250 ألف فلسطيني في قطاع غزة على النزوح قسراً منذ بداية أغسطس الجاري. وكانت بيانات صادرة عنها، أوّل من أمس الأربعاء، قد أوضحت أنّ 1.9 مليون فلسطيني (من أصل 2.3 مليون)، أُجبروا على النزوح القسري منذ الأيام الأولى من العدوان، وأنّ كثيرين منهم نزحوا أكثر من مرّة.

وتجبر إسرائيل الفلسطينيين في قطاع غزة على النزوح من مكان إلى آخر بموجب أوامر إخلاء راحت تصدرها منذ الأيام الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقد استهدفت حينها سكان الشمال الذين دفعتهم إلى جنوبي وادي غزة، زاعمة أنّ المناطق هناك "آمنة". لكن بحسب ما تبيّن بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب المتواصلة، فإنّ "لا مكان آمناً" في غزة، بحسب تأكيدات منظمات دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة، علماً أنّ مثل هذه التحذيرات راحت تُطلق منذ الأيام الأولى من الحرب.

وتفيد بيانات الأمم المتحدة بأنّ تسعة أشخاص من كلّ عشرة في قطاع غزة تعرّضوا للتهجير، وسط الهجمات الإسرائيلية. كما تشير البيانات إلى أنّ الفلسطينيين في قطاع غزة يضطرون بمعظمهم إلى النزوح قسراً مرّة واحدة على الأقلّ شهرياً، مع العلم أنّ هؤلاء الفارين من آلة الحرب الإسرائيلية يعيشون في أوضاع بائسة في المناطق التي انتقلوا إليها قسراً، في حين يحاولون التمسّك بالحياة رغم كلّ البؤس.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون